المنبرالحر

الفساد الإداري / محمد علي محيي الدين

أعلنت منظمة الشفافية العالمية التي تتخذ من برلين مقرا لها في تقريرها السنوي، قائمة ضمت 163 دولة تفاوتت فيها أحجام الفساد، وقد حصل العراق على الجائزة الفضية في هذا المجال، إذ سبقته (هاييتي) بالفوز بالجائزة الذهبية، ولو توفرت لهذه المنظمة الشفافية التي سميت بها لأعطت العراق الجائزة الذهبية، وحاز على المركز الأول، إذا أخذ بنظر الاعتبار حجم الأموال التي طالها الفساد في العراق وهاييتي، فلا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنة الثروات العراقية الهائلة ومخزونه النفطي بهاييتي، التي لا تمتلك عشر ما يمتلكه العراق من ثروات، وعلى الحكومة العراقية الاعتراض وإقامة الدعوى على هذه المنظمة غير المحايدة التي حجبت الجائزة الأولى عن العراق، رغم تفوقه المعروف في هذا المجال.
أن علينا كعراقيين بنا بدأ التاريخ، وسينتهي بنا، أن نقف وقفة رجل واحد، ونتناسى خلافاتنا الدينية والمذهبية والقومية والسياسية، نقف بوجه هذه المنظمة الجاحدة المارقة التي لم تفنا حقنا، وتطالبنا بأن نكون بمستوى بلد مثل نيوزلندة، ليس له محله من التاريخ، وليس له موقعه الإستراتيجي في الجغرافية، فالعراق البوابة الشرقية للأمة العربية، ورئة الخليج، وأمل الأمة، وباني الحضارات، وأبو الأمجاد، و..و.. كل هذا التاريخ العريق، فهل يمكن مقارنته ببلد ليس له في التاريخ أي اعتبار، وكيف نرضى لأنفسنا أن نقارن بمثل هذا البلد الصغير. صرخ سوادي الناطور منفعلا:( هاي أنته تحچي صدگ لو تتقشمر:
آهمداهه الروح وعلى هالتالي
ما مشت ويه عفين نحرت الچالي
ولكم ألله ولحد ، هاي صايره دايره، سمعتوا كل عمركم واحد يهجم بيته بيده، ويبوگ حلاله، چا وين ألغيره وين الضمير، وين الناموس، وين الشرف، سويتونه سالفه بحلگ اليسوه وألما يسوه، ونكستوا عگلنه جدام الوادم، هاي تاليها سويتوا العراگيين حراميه، وأنتم زين تدرون منو ألحرامي، وماكو عراقي شريف يبوگ وطنه، وما يسويها الراضع من ديس طاهر، وشارب ماي دجله والفرات، وآني أدري هاي البلوه أجتنه من ذوله ألحرميه، الچانوا ما أدري وين، وأجونه فاكين حلوگهم، وطاحوا فرهود مال المگرود، وچماله واحدهم من تحاچيه يطلع هو أبو الراهي، وصاحب الفضل عالوا دم، ولا حسبالك أحنه نعرفه ونعرف أبوه وجده، وندري كل البله أجانه من ذوله الگضوا عمرهم عايشين على دم العراقيين، وما شفنه منهم غير البلاوي والطلايب من زمان العصملي لليوم، لكن انشا لله تطلع الشمس عالحراميه، وتعرف الوادم الزين من الشين، وتالي ما يظل للهم مكان بيناتنه.!