المنبرالحر

الدفاع عن الوطن واجب مقدس ينمو مع انسانية الأنسان / نعمت الأغا

الأنسان هو أثمن مافي الوجود، ووضعه التربويون هدفاً اسمى للتربية، وهو منذ نعومة اظافره، وبداية تعليمه في رياض الاطفال، قبل المدرسة الابتدائية التي فيها تتفتح طاقاته ومداركه، ويصبح بكل لبنه توضع لبناء ذاته وتشكيل معالم شخصيته كأنسان مدرك أثرها الفاعل في توجيه سلوكه نحو مايكفل نجاحه، ويخلق لديه القدرة لصناعة الحياة وقيادتها في مستقبل حياته، وبنموه تنمو وتتطور، وتتشعب قدراته وامكانياته، لتغطي جميع جوانب الحياة الانسانية وتشعباتها ومشاكلها واحتياجاتها.
وينتقل الدارس في التعليم من صف لآخر، ومن مرحلة لاخرى، وهو يزداد عمراً وخبرة ومعرفة ووعياً بأمور مجتمعه ووطنه.
وبمرور الايام والسنوات، وبمقدار مايتعلمه من قيم ومفاهيم ومعارف في جميع جوانب الحياة الانسانية، يتكون وعيه وادراكه لأمور الوطن وقضاياه، ويكون شعوره بالمواطنة والأرتباط الوثيق بالوطن ومسؤولياته الشخصية، في الدفاع عنه والتضحية في سبيله ويصبح الوطن والشعب رمزين عظيمين لديه.
وفي القضايا التربوية والمدرسية، يتحتم ان يخطط المربون واولو الأمر المناهج الدراسية ويتم اخراج الكتب المدرسية وتنظم النشاطات الطلابية بحيث تتضمن كافة المبادئ الاساسية في القضايا الوطنية، ابتداءاً من المواطنة والانتماء للوطن، والشعور العالي بقدسية الوطن، والشعور بالمسؤولية عنه، وعن حمايته والتضحية في سبيله ومن اجل عزته وكرامته. وتأخذ القضايا الخاصة بالوطن وبمصالح الشعب والطبقات المحرومة قمة الهرم لديه وبؤرة افكاره.
اننا نحتاج الى مناهج دراسية تكون اداة فاعلة في تحقيق المجتمع الذي يمتلك عوامل النجاح الآنية والمستقبلية تعيننا في عمليتي التغيير الاصلاح، اننا بحاجة لتعليم المستقبل وثقافته القادرة على خلق القوة، وعلى تثبيت قيم وصيغ التعامل بين افراد المجتمع المدرسي مبنية على الود والتفاهم والوفاق، والاحترام المتبادل والتعاون. ولها قابلية السريان بين افراد المجتمع المحلي، لتخلق قاعدة متينة بما تغرسه في نفوس الناشئة من قيم الخير والمواطنة، والقيم الانسانية التي تساعد على محاربة وادانة الطائفية والعنف وجميع مظاهر التخلف.
يجب ان نختار المناهج التعليمية، من منطلق الأمن الوطني، بغرس مفاهيم المواطنة في نفوس الدارسين ونبعد عنهم كل ما يؤثر عليهم من مبادئ التعصب الطائفي والتطرف. وان يجري التركيز على الأخوة بين المواطنين.. المواطن أخو المواطن ورفيقه وصديقه. لنجعل لوطننا قدسية كبيرة.. لنجعل لشعبنا سمو المكانة والرفعة. لتتوحد من اجل صد الخطر الغاشم على وطننا وشعبنا.
لنختار المناهج الدراسية القادرة على مسايرة التطورات العلمية العالمية الجارية الآن والأستفادة منها في اعداد جيل من الدارسين قادر على تخطي التخلف العلمي والاقتصادي والاجتماعي الذي عانينا منه لسنوات طويلة ويمتلك القدرات البطولية لصد هجمات الارهابيين القتلة اذا سولت لهم أنفسهم الاعتداء على وطننا وشعبنا المغوار.