المنبرالحر

نعتذر من أنفسنا / قيس قاسم العجرش

دائماً تطرح فكرة الإعتذاركجزء من خارطة الإصلاح.الإعتذار هو النطق بوصف الخطأ دون ان يهبط بك وزره ودون أن تشعر بالذل، إنه إكبار لنفس تقبل وصمها بالخطأ.
والدول والحكومات حين تعتذر إنما ترسّخ نفسها في الذاكرة كمحطة جرى فيها (الصلح) بين المجتمع وحكومته.
الإعتذار كبير متى ما أتى وكيف ما أتى، وبأي شكل كان. بالمناسبة، شكل الإعتذار ليس مهمّاً دائماً إنما الخطوات التي تتلوه هي الأهم.
ربما يكون (الشكل) غير كافٍ أو غير مفهوم، لكن بالتأكيد ستكون العيون والآذان مفتوحة لترصد أول إجراء بعد الإعتذار. وهل فيه المزيد من النكوص والإصرار أم إنه إعتذار نصوح ؟.
8300 شخص افرجت عنهم المحاكم العراقية خلال الشهر الحالي،هكذا يقول الناطق باسم القضاء، كانوا قد اعتقلوا نتيجة عمليات دهم عسكرية وتفتيش واشتباه لكن لم يثبت عليهم شيء قضائياً.
الإفراج عنهم يعني الإعتذار عن الإعتقال العشوائي، يعني العودة عن ركب الرأس والمساومة السياسية على هذا الملف.ويعني ايضاً قطع الطريق على تربية مواطنين متوثبين للكفر بوجود الدولة.
الرقم الكبير للمفرج عنهم يعني ان الجهاز الحكومي بدأ يعي خطورة الإحتفاظ بهذه العشوائية وما تنتجه بعد الإفراج من مشاكل متراكبة.
لا ننسى أن معظم المجرمين المطلوبين قضوا جزءاً من سنوات حياتهم في الإعتقال وسبق ان افرج عنهم لعدم ثبوت الأدلة بينما كانوا بلا تورط قبل الإعتقال، هذا يعني ان السجن كان أشبه بالمدرسة لهم للإنخراط في النشاط الإرهابي.
حجم التحدي الأمني الذي يجري يومياً في العراق يحمل معنى مهماً، أن عدد المنخرطين بهذا النشاط لم يعد عدداً قليلاً أبداً.
وان لدى هؤلاء جزء من الدوافع الإجتماعية المستحِقـّة للعلاج، هذه ايضاً فرصة أخرى أن يعتذر المسؤول عن إغفاله هذا الجانب وقبل القول بأن الحل هو حل سياسي بالدرجة الاساس، وجب الإلتفات الى المادة الخام التي يجمعها قطاع الطرق لإستدامة الإرهاب.
ياعمّي المسؤول لا نبتغي بكاءك امام الكاميرا من اجل الإعتذار وفيه إذلالك كما تعتقد، إنما صحح افعالك حتى لو كان هذا يجري في السر، واتصور ان خطوة الإفراج الواسع هذه هي جزء من المراجعة الضرورية والتصحيح وهو بمعنى آخر شكل من أشكال (الإعتذار).