المنبرالحر

البيشمركة والانصار ومحاربة داعش / طه رشيد

منذ بدأت بكتابة اعمدتي الاسبوعية وانا احاول ان اكتب عن مواضيع مختلفة بطريقة ساخرة، واحيانا ساخرة بمرارة، تثير الفرح في نفوس اصدقائي القراء،وأساهم مع الآخرين بايقاد بصيص ضوء في النفق المظلم الذي ادخلونا فيه اولئك الطائفيون الظلاميون الذين جاؤوا من الخارج او من الداخل!
ولكن ما يجري اليوم في عراقنا لا يحتمل «التنكيت» لانه من السخرية بمكان ان تسقط مدن عراقية وبتلك السهولة بأيدي قذرة ملطخة بدماء الابرياء من ابناء شعبنا. ولا بد من قول لا تأخذنا العاطفة فيه مأخذها باكثر من اللزوم فنقول قولا لا لزوم له .. وقد وقع للاسف بعض المثقفين بمطبات طائفية واحيانا قومانية لا يحسدون عليها .وراحوا يلوكون شتائما ضد اخوتنا الكرد، شركاء الوطن.
فالحديث من ان داعش تستهدف طائفة بعينها فقط، هو كلام عار من الصحة، لان الارهاب لا لون ولا دين له ! والوقوف مع الجيش دون قيد او شرط ، نرى فيه مطلبا عاطفيا مع الاحترام الكبير لما يقدمه هذا الجيش من تضحيات في هذه اللحظات الحرجة. اما الموقف من التطوع لمحاربة داعش فيثير التساؤل: اذا لم يستطع الجيش المنظم الصمود بوجه داعش فكيف يستطيع الشباب المتطوع ان يتجنب تقديم خسارات كبيرة وهو من دون تدريب مرموق ودون خبرة عسكرية ؟.. وهل نحن حقا بحاجة للعدد والعدة.. ألم تكن متوفرة ؟ ثم الا ترون ان باب النفاق السياسي فتح على مصراعيه اذ يكتب فلان وعلان بانه اول المتطوعين وهو يقبع بمكتب فاره! او يظهر الاخر، الذي لم يعرف ما هي الخدمة العسكرية ، على التلفزيون ببذلة عسكرية مرقطة لا تذكرنا الا بالايام المشؤومة السوداء للنظام السابق ! ..
اذا كان عدوك طائفي فلا تكون مثله ولا تمارس ما يمارسه عدوك مع الناس .. اذا اردنا الانتصار على داعش وتحديدا في الموصل ونواحيها واقضيتها فلا نحتاج لاي قوات اجنبية، لا لبنانية ولا ايرانية ولا امريكية .. افسحوا المجال لفصائل البيشمركة وفرق الانصار الشيوعية فهم الاجدر بمثل هذه المعارك ولقد خبروها خلال سنين طوال في نضالهم ضد النظام السابق .. لا تستمعوا للخطابات الغارقة بالقومية .. انصار الحزب الشيوعي جاؤوا من طوائف مختلفة ومع البيشمركة لا يعرفون الا الدفاع عن الوطن، ولم نسمع يوما ان فصيل من الانصار او البيشمركة قد اعتدى على هذه العائلة او تلك بل بالعكس تماما كانوا في احلك الظروف يد ساعية لمساعدة العوائل والقرى التي يمرون بها . علما لا يحتاجون الى تدريب او تأهيل. ساعدوهم بالسلاح وسترون خلال ايام معدودة سوف لم يبق جرذ داعشي في كل مناطق العراق .. انهم الاوفى ولقد قدموا قوافل من الشهداء من اجل تربة هذا الوطن .
لنطالب سوية من الحكومة بان تفتح الابواب على مصراعيها لفصائل الانصار والبيشمركة ليساعدوا الجيش بالقضاء على الارهاب ..