المنبرالحر

هل ندري بهذا الفخ؟ / قيس قاسم العجرش

مدينٌ للصديق د.حيدر سعيد حين نبّهني ذات مرّة عن فخّ العنف في اللغة، نمارسُه فنلتبس به ونحن لا ندري.
خلال الأزمة الأخيرة تصاعد الغبار خالطاً المشاعر بالمواقف، وهذا أمرٌ اكثر من طبيعي إلا إنني كنت أتوجس الألغام في كلام من كنت أعدّهم مثقفين قد يصدر عنهُم حلٌ ما.
أن أضطر الى سماع سائق التاكسي يتلو علي تحليلاته بصيغة»نحنُ» وصيغة»هُــم» و»الجماعة» في مقابل «جماعتنا»، فهذا ما أملته عليه ساعاته الطويلة خلف المقود واللف والدوران في الشارع، وماذا عساي أن اتوقع غير ذلك؟!.أمّا المُثقف فالأمر يصلُ الى تشخيص كارثة قد ينزلق بها او أنه انزلق فعلاً.
ليس مآل ثقافتنا إلا من مآل انحدار لغتنا الى مهاوي العنف والتورط في تسويغه وخلق المُبررات بليّ عنق الحقائق..على أن يظهر المُنتج النهائي وكأنه من صنع «الثقافـة»!.
وفي النهاية كشفت لنا هذه»العـركة!»..التي لن تكون الأخيرة وليست الأولى، كشفت أن المُختلـّين عقلياً ليسوا هم الدواعش فقط، ليس من رفع السكين وأعدم جُندياً عراقياً هو لوحده المُجرم في هذه الغبرة..بل إن من وقف حائراً في»تسمية»هذا الجندي، مرّة ينسبه الى «جنود المالكي»ومرّة يتحدث عن مسك الأرض من قوات «من داخل المحافظة»حصراً إنما ليس بعيد جداً عن جرم حامل السكين الجبان..من وقف «يُنظـّر»للمجرمين على أنهم «ثوار» ليس أقل منهم في صنع الكارثة ومن وقف متمسكاً باسم»معبود سياسي» ينزهُه ويبخـّره ويهش الانتقادات عنه برمي الآخرين بالخيانة، ماذا نقول عنه ..؟.
ولأن الببغاوات في الإعلام اكثر من أصوات العقل فقد رأينا بأعيننا أفواهاً تتحدث عن»الحل السياسي»، في تعمد للخلط بين أطراف المشاكل السياسية وطرفٍ آخر،»داعش»وهو لا يمت للسياسة بصلة لا من قريب ولا من بعيد.
لا اعرف لماذا نجد دائماً من يتبرّع للكلام باسم البعثيين، على سبيل المثال، وان «العملية السياسية»وجب أن تنظر اليهم بغير العين التي اجتثتهم، ربما يكون هذا صحيحاً لكن اليس من حقـّنا أن نسأل عن خطاب البعثيين انفسهم؟..هل إنهم فعلاً سيرضون لو تمت معاملتهم كفصيل سياسي، لا اعرف اي معلومة لحد هذه اللحظة تشير الى قبولهم ولو بشعرة مما تم انجازه من دستور عام 2005 لغاية اليوم.
واذا كان هذا الكلام ينطبق على البعث فانطباقه على»داعش»أكثر عسرة، هل سمع احدكم ان القاعدة يمكن أن تدخل في مفاوضات؟.وان لديها مطالب؟!.
ومع هذا فهناك من يضع لنا فخــّاً بالقول بالحل السياسي في التعامل مع هؤلاء.
مع ابناء الوطن الواحد كل الآذان يجب أن تكون صاغية وكل القلوب مفتوحة، لكن»داعش» هي موطن للشرور ولا احد يرغب بالعيش فيه.