المنبرالحر

التصويت الخاص.. لعبة الأقوياء في إزاحة الضعفاء / محمد علي محيي الدين

لا أدري هل يجري التصويت الخاص في العالم بالطريقة التي يجري فيها في العراق وهل هناك قواعد وأصول لهذا التصويت أم أن العراق ينفرد به لغايات معروفة .
التصويت الخاص في العراق لعبة ابتكرتها القوى الكبرى المهيمنة على صناعة القرار، فقد اطلعنا من خلال وسائل الإعلام على طريقة التصويت والمشاركة به وتناهى الى أسماعنا اعتراف المفوضية العليا للانتخابات بتوزيعها بطاقات التصويت الخاص وحصول البعض على بطاقتين وهو ما يعطيه الحق في التصويت مرتين، فيما وصلتنا أنباء عن كثرة الأخطاء في توزيع بطاقة الناخب واستلامها من قبل عوائل المتوفين أو المسافرين خارج العراق وهو ما يعني أن غيرهم يستطيع التصويت بدلا عنهم بعد أن تبين أن بعض أجهزة البصمة لا تعمل وفسح في المجال بالتصويت دون استعمال بطاقة الناخب أو الحاجة لاستعمال البصمة وبذلك تستطيع القوى المؤثرة الاستفادة من هذه اللقطات - وهي تعد بالآلاف- وتقوم بتجييرها لصالحها.
وحول التصويت الخاص يعلم جميع العراقيين أن آمري الوحدات العسكرية بما لهم من سلطة عسكرية مطلقة يستطيعون التأثير أو اجبار منتسبيهم على التصويت لجهة أو شخص معين إذا علمنا بأن التصويت الخاص لا يحضره المراقبون ويجري في أماكن مغلقة وقد بينت النتائج هيمنة الجهات الفاعلة على جميع الأصوات أو على النصيب الأكبر منها وهذا يعني أن هناك خروقات صاحبت التصويت ولو قمنا بعملية حسابية بسيطة لوجدنا إن التصويت الخاص منح المتنفذين عشرات المقاعد واسهم في إبعاد كتل كاملة بسبب فروق بسيطة في عدد الأصوات مما يستدعي أن تكون هناك وقفة لمعالجة هذا الخلل وإلغاء التصويت الخاص مستقبلا وسنجد أن النتائج ستتغير بشكل كبير, ولا تحصل القوى الكبيرة على ما حصلت عليه الآن من أصوات