المنبرالحر

حذار من إعلام داعش ومناصريها! / طه رشيد

لا يثير قلقي كثيرا اعلام القنوات المعادية للعراق ولتجربته السياسية الجديدة التي بدأت بعيد سقوط نظام البعث في 9 نيسان ،2003 مع كل ما يشوبها من نقائص، تلك القنوات التي لا هم لها سوى اسقاط هذه التجربة الجديدة. وقد اختلقوا مختلف الاساليب ولم يكن آخرها « داعش « ومن لف لفها من رموز وايتام النظام القديم، والعديد من المصادر تؤكد ان القيادات العسكرية لداعش هم من ضباط ومخابرات حرس القصر الجمهوري او الحرس الخاص لصدام . واعلاميا تحاول تلك القنوات اظهار داعش وكانها المدافع الامين عن السنة من تجاوزات الجيش العراقي الحالي من جهة ودفع اذى الشيعة عنهم من جهة اخرى كما يقولون، وهو اخطر ما تقدمه هذه القنوات من مكيدة يكون ضحاياها السنة قبل الشيعة وهذه المكيدة تريد ان تؤكد وكان داعش هي الجناح العسكري للسنة في وجه «نظام الشيعة» في بغداد . وهذا افتراء واضح لان السنة من جهتهم براء من هؤلاء القتلة الذين لا دين لهم فضحاياهم من السنة لا يعد ولا يحصى . داعش فرقة مشبوهة ممولة من الخارج، تساندها حاضنة بعثية ـ صدامية محلية، فرقة ضالة ومظلمة وكل سلوكها ضد المدنية وضد الحياة، وهو ما يتنافى مع رغبات السنة والشيعة بحياة حرة كريمة .
اما ما يثير قلقي فعلا هو ان تنطلي علينا الدعاية الداعشية ويقوم اعلامنا (اعلام الحكومة والقنوات الصديقة) بتبني اطروحاتهم وتصوير الامر وكان ما يجري في الموصل او في ديالى او في المنطقة الغربية هو حرب طائفية طرفاها «جيش شيعي» من جهة «وثوار سنة» من جهة اخرى !!
والاكثر ايلاما ان يتبنى بعض المثقفين مثل هكذا اطروحات والتنظير عن حرب طائفية تدور هنا او هناك .. وقد امتلأت صفحات الفيسبوك بهكذا افكار سوداء لا يمكن لنا إلا ازدراءها مهما كان بياض نوايا اصحابها براقا.
حضرت ندوة قبل ايام لمنظمات المجتمع المدني للحديث عن الازمة الحالية واذا بالاخ مدير الندوة يحاول ان يقنعنا بان هناك حربا طائفية تدور رحاها بالقرب منا!
قلت جئنا هنا لدعم الجيش العراقي في حربه ضد الارهاب فأين الطائفية في هذا ؟ ثم وجودنا المتواضع في القاعة كان تجسيدا لعراق مصغر فيه كل الالوان الزاهية الجميلة، دون ان يسأل احدنا الآخر من اية ملة جاء. الا يكفي هذا كي نكف الحديث عن حرب طائفية؟
داعش تجتث كل منابع الحياة دون النظر للاصول لانها لا تعرف حتى الحد الادنى من الاصول ! معظم افراد داعش منبوذون في مجتمعاتهم او لم يستطيعوا ان يقيموا علاقات سوية بباقي البشر فخرجوا على الطبيعة والبشر. وحذار ان نقع اسرى لاعلامها الاسود!