المنبرالحر

نائب عن وطن / قيس قاسم العجرش

خلال 11 عاماً من التغيير، مرّ علينا مئات النواب المفترض فيهم تمثيل الشعب
أنواع وأجناس مختلفة ومن خلفيات اجتماعية وثقافية متنوعة وحتى الانتماء السياسي لبعضهم ماكان ليصمد على حال واحد فغيروه مراراً ومع ذلك كانت لهم «شعبية» بالمعيارين،الإعلامي والانتخابي.
اقتضى قانون الإنتخاب والطريقة التي سنّ بها أن يصير التصويت للكتلة ويمكن ايضاً التصويت للفرد داخل الكتلة وكانت المحافظة هي الدائرة الإنتخابية وبذلك أصبح لدينا المئات من النوّاب من الذين حصدوا 2000 صوت او 4000 صوت مثلاً وحازوا مقعداً نيابياً، بالإستفادة من أصوات الآخرين وربما هناك من حاز أقل من هذا ومع ذلك صار نائباً.
تمكّن بعض هؤلاء من جلب الإنتباه عبر الإعلام، ـ الإعلام بكل مستوياته، الموضوعي أو التافه أو المدفوع، وساهم عدد غير قليل منهم في الضحك على عقول الناس بترديد كلمات واتهامات فحاز بذلك رضى سيّده وتمكن في الوقت نفسه من إرتداء بزّة الحرب الطائفية و"مشى" معه الحال وانتخبه الناس.
هذا المتواضع في إمكانياته العقلية والعملية اليوم يجد نفسه مسؤولاً عن حسم الوجه السياسي والدستوري للعراق.
اليوم مناط به أن يقرر، وهو الذي لم يعرف أن يقرر إلا ما سبق لسيده أن أملاه، أهم قرارات الحياة السياسية في العراق.
هذا النموذج يشخص امامنا اليوم لتتعلق به العيون من اجل منفذ تمضي معه الحياة السياسية للأمام، بين حكومة متمسكة بالبقاء و»معارضة» تضع قدماً في المحاصصة الطائفية وقدماً أخرى تطلب مناصب أكثر وسلطات أوفر، علق حالنا واستعصى.
لا عيب في التمثيل نفسه، لكن اليوم نجلس بهدوء لنبتسم بمرارة لمواطنينا الذين شاركوا في الإنتخابات عن قناعة وواجب وطني، لكنهم إنتخبوا على ذات الأسس الطائفية وبلا تبصر في برنامج من انتخبوه.
لا لائمة على الإطلاق هنا لجماهير الناخبين سوى ان عليهم إدراك ثمن العيش مع "طائفة" تلازمنا اين ما حللنا، في الأسواق وفي المقاهي وفي مجالسنا الخاصة وفي علاقاتنا الإجتماعية واخيراً ..في الإختيار السياسي.
حين تطلّ الطائفية برأسها سنتأكد أن «الوطن» ومعه «الدولة» بكيانها المنشود ومعانيها لم يعد لهما مكان ...لا يجتمع هذان مع الطائفية أبداً في حلم واحد.