المنبرالحر

أيهما اشد ان تُهجر من بيتك ووطنك؟ أم تحرم من أداء امتحانك؟ وكيف حالك إذا اجتمع الأمران؟! / نعمت الأغا

لقد وصل عراقنا الى حافة الهاوية، فنحن نعيش في بلد أصيب من شماله الى جنوبه بانهيار أمني فظيع، أوصلته إليه المحاصصة الطائفية المقيتة التي جعلت الكتل السياسية المتسلطة على زمام أمور البلد في صراع مرير من أجل المال والنفوذ، دون أي التفاتة الى مصالح الشعب والوطن وقضاياهما المصيرية والآنية.
ودون اعتبار للفئات الأخرى التي أكدت على ضرورة وضع العراق على الطريق الديمقراطي السليم وبناء المؤسسات الدستورية التي تحقق دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية.
ان ممارسة الكتل والأحزاب المتنفذة جرت البلد الى صراعات، أدت في النهاية الى سقوط الموصل التي تعد اكبر المدن العراقية وبعض المدن بايدي الإرهابيين، وبدعم من فلول البعث والنقشبندية والقاعدة، وضباط الجيش العراقي السابق.
ان الانهيار الأمني المريع، هو النتيجة المدمرة لنهج المحاصصة الطائفية، وتفاقم مظاهر الإقصاء والتهميش والتسقيط السياسي، وانتشار الفساد المالي والإداري، وضعف الخدمات. وتكلل كل ذلك بالتدخلات الخارجية. الذي انعكس على المؤسسة العسكرية الأمنية المبنية على المحاصصة الطائفية ولخدمة أهداف سلطوية محددة، وكأداة لمعالجة قضايا داخلية، إضافة لما تعانيه المؤسسة من ضعف التدريب، وعدم كفاءة الجهد الاستخباراتي.
ان ما حصل في الموصل وفي مناطق متعددة، لم يكن خاصاً بجهد فئة واحدة، وإنما هو عمل منظم لتحالف واسع، كان يهدف للانقضاض على العملية السياسية، وإنهاء الوضع القائم، وإرجاع العراق الى عهود الاستبداد والدكتاتورية.
لقد أشارت الإحصاءات ان (5536) عراقيا استشهدوا وأصيبوا خلال شهر حزيران عام 2014 وهي أعلى نسبة.
هذا ومن ناحية ثانية فأن منظمات الإغاثة الدولية قرعت جرس الإنذار بشأن نصف مليون نازح داخلي وخارجي، ونقول ان بغداد لم تقدم لهم ما يكفيهم، منذ غزو الموصل في العاشر من حزيران الماضي.
ونحن نقول ان من ضمن المهجرين بهذه الأعداد الهائلة، طلبة الامتحانات العامة البكالوريا الذين شاءت الظروف ان يصيبهم التهجير قبل اداء امتحاناتهم. فعذاباتهم ومعاناتهم مضاعفة، وشديدة الأثر على نفوسهم الشابة الرقيقة،بسبب علاقة هذا الأمر بمستقبل حياتهم.
ولهذا فأننا نرى بأن على أولي الشأن في الحكومة العراقية ووزارة التربية ايجاد الحلول المناسبة لمعالجة امتحان الطلبة المهجرين.
وبما ان الحكومة العراقية اصبحت حكومة تصريف اعمال، لذا اصبح من الضروري التحرك العاجل في عقد المؤتمر الوطني، ببرنامج عمل وسقف زمني واضحين، تشارك فيه الأحزاب والقوى السياسية الفاعلة في الساحة، لبناء العراق الجديد الآمن المستقر. ويساهم في تسهيل اجراء امتحان الطلبة المهجرين. قبل هذا بكثير؟!