المنبرالحر

«أَحا أَحا لَنْ أَتَنَحى» / مازن العاني

منذ البداية كان واضحا أن جلسة البرلمان البروتوكولية في الأسبوع الماضي جرى ترتيبها و إخراجها لذر الرماد في العيون، حيث لم تكن الكتل السياسية قد توصلت الى اتفاق حول مرشحيها للرئاسات الثلاث. و عدم الاتفاق لا يقتصر على الاختلاف القائم بين الكتل و رغبة كل منها باسقاط مرشح الكتلة المناكدة، لكنه كامن أيضا داخل الكتل ذاتها، حيث التنافس بين «ملوك الطوائف» على أشده لكي يفوز أي منهم باحتلال الموقع الأول الذي هو من حصة كتلته.
المواطنون ممن أدمنوا فقدان الثقة بالبرلمان و الحكومة، وهم الاغلبية، علقوا بالقول؛ أكمل البرلمانيون النصاب وسجلوا حضورهم في بداية الجلسة « كي يشدوا رواتبهم ويضمنوا امتيازاتهم»، بعدها أداروا ظهورهم و عادوا الى قواعدهم غانمين، وليذهب العراق و أهله و يشربوا البحر أو يبلطوه كما يحلو لهم !.
الصراع المتمثل بأن تكون هناك ولاية ثالثة للسيد المالكي أو لا تكون يحتل واجهة الخلاف بين دولة القانون، وربما حزب الدعوة الاسلامية على وجه التحديد، من جانب وبقية الأطراف من جانب آخر.
وفي مبادرة ، وربما مناورة، أعلن السيد «ولي أهل السُنة» أسامة النجيفي قبل أيام سحب ترشحه لرئاسة مجلس النواب عن اتحاد القوى العراقية، موضحا أن قراره جاء «لانقاذ العملية السياسية مما يحيق بها من مخاطر قد تودي بها الى نهاية مؤسفة»، ولـ «محق أعذار وحجج اللاهثين وراء الكراسي والمناصب»، في «نغزة» واضحة منه لغريمه المالكي.
و أكد النجيفي ان قراره ارتبط بمناشدات من جانب سياسيين بضمنهم قادة في التحالف الوطني كي تتوفر أجواء إيجابية تشجع المالكي على الانسحاب من ترشيح نفسه لدورة رئاسية ثالثة ؟!.
لم ينتظر «حجي عناد» طويلا للرد على مناكده النجيفي فأعلن مساء الجمعة أنه صاحب الفوز الكاسح لذلك فهو لن يتخلى عن ترشيحه لمنصب رئاسة الوزراء ،،، « أحا أحا لن أتنحى...» !.
النجيفي عاد من جانبه و أعلن انه سيعمل على تشكيل كتلة برلمانية معارضة تعمل على إسقاط المالكي، في حال إصراره على البقاء فوق كرسي الحكم.
الاثنان على ما يبدو استمرءا لعبة « تصفير العداد» و «تسخين الأحقاد»، في لحظة تاريخية حرجة يتهدد فيها العراق بالتهشيم و التقسيم.
خلافتكم حول الرئاسات أيها السادة، ولعبة تغيير الوجوه والاسماء، ما عادت تهم المواطن من قريب أو بعيد لانها لن تشبع جائع أو تضمن الامن لمهجر أو توفر فرصة عمل لعاطل.
المواطنون سئموا من صراعاتكم، و ليسوا معنيين بتغيير الوجوه، لانهم يريدون رؤية قفا كل منكم و انتم راحلين علٌ العراق يصبح بلدا مستقرا موحدا لكل بنيه.
«إبك كالنساء ملكا مضاعا لم تحافظ عليه كالرجال»، كلمات قاسية قالتها عائشة الحرة لابنها ابو عبدالله المشؤوم آخر ملوك الاندلس وعينيه تذرفان الدمع ليلة سقوط غرناطة. و اتساءل هل بين ساسة عراق اليوم من سيذرف دمعة على الوطن لو ضاع أو سيرف له جفن عليه؟.
«والله انا في شك من بغداد الى جدة».