المنبرالحر

مرثية لاعب سيرك / ريسان الخزعلي

* (مرثية لاعب سيرك) قصيدة للشاعر المصري أحمد عبدالمعطي حجازي في مجموعته الشعرية التي تحمل الاسم: «مرثية للعمر الجميل»، يقول الشاعر في استهلال هذه القصيدة:
«في العالم
المملوء أخطاء..
مطالبٌ وحدك الا تُخطئا
لأن جسمك النحيل..
لو مرّةً أسرع أو أبطأَ..
هوى.. وغطى الأرض اشلاءَ!»
ولاعب السيرك، حينما يُخطئ، ستنفضح اللعبة، وينفضُ المتفرجون، وان الخسارة الكبيرة ستقع على صاحب الحفل السيركي أولاً واخيراً، حتى وان كان لاعب السيرك هو الذي سيهوي ويكون اشلاءً.
ومثل قول حجازي هذا، يقاربه ويقابله المثل الشعبي العراقي (غلطة الشاطر بالف)
* وأنا حين استعيد القصيدة والمثل الشعبي في إشارتي اليوم، ليس من باب التوثيق لهما، وانما جاءت هذه الاستعادة نتيجة لما حصل في الجلسة الاولى لمجلس النواب العراقي الجديد يوم 1/7/2014 واثار الاستغراب لدى الشعب العراقي عموما.
* تنص المادة (55) من الدستور العراقي على ما يأتي:
(ينتخب مجلس النواب في اول جلسة له رئيسا ثم نائباً اول ونائباً ثانياً بالأغلبية المطلقة لعدد اعضاء المجلس، بالانتخاب السري المباشر)، كما نصت المادة (54) على ان تعقد الجلسة برئاسة أكبر الأعضاء سناً لانتخاب رئيس المجلس ونائبيه. والملاحظ على هذه الجلسة، ان عدد الحاضرين (255) نائباً، وبذلك تكون الأغلبية المطلقة قد تحققت، 165 نائبا، اي نصف عدد أعضاء المجلس + 1، كما ان ممثلي الشعب ومن جميع مكوناته القومية والدينية قد حضروا، وبذلك اصبح الموقف مهيأًً وسليماً لاجراء انتخاب الرئيس ونائبيه، وما على الرئيس الأسن الا ان يفتح باب الترشح بعد أداء القسم (وهما الواجبان الوحيدان المكلف بهما دستوريا)، وتتم عملية الانتخاب المطلوبة، وليفز من يفز، بغض النظر عن القومية والطائفة، وبذلك نكون قد ضمنّا تحقيق الديمقراطية الحقيقية التي نص عليها الدستور في هذا الجانب، الا ان الذي حصل لم يكن هكذا، فما كان للسيد الرئيس الأسن المحترم ان يسمح بأي نقاش أو مقترحات، لأن ذلك ليس من مهامه كونه رئيس جلسة وليس رئيساً لمجلس النواب، وما كان له أيضا ان يرفع الجلسة ـ وهو العارف والمثقف وصاحب التجربة المعروفةـ بناء على طلب عضو واحد لمدة نصف ساعة بحجة التشاور، فأين كان التشاور والانتخابات قد مرّ عليها ستون يوماً؟
وهكذا ضاعت فرصة حقيقية لأن يمارس مجلس النواب دوره الديمقراطي الحقيقي وينعى ديمقراطية التوافق والمحاصصة، وبالعراقي، كان صوت الشعب العراقي بأكمله ضاجاً بعد الذي حصل، ومردداً: (هاي مرثية لاعب سيرك لومرثية لعبة الجلسة الاولى لمجلس النواب!).