المنبرالحر

سيدتان في المشهد الانتخابي / ريسان الخزعلي

(سيدتان في المشهد الانتخابي)، قد يخطر للقارئ الكريم، إني اكتب اليوم عن رواية بهذا العنوان، وسأتحدث عن اللغة، الزمن، الراوي، الرواي العليم، الرواة الثانويين، والمروي لهم، وفق أحدث طرق الحداثة وما بعد الحداثة، إلا اني سأخفف من قلق القارئ واطمئنه بأني أشير الى سيدتين عراقيتين تألقتا في مشهد انتخابات مجلس النواب في دورته الأخيرة، مع اعتزازي بالشبيهات المحترمات ممَنْ هنَّ على صورتيهما.
* الأولى، هي السيدة (هيفاء الأمين) مرشحة التحالف المدني الديمقراطي العراقي عن محافظة ذي قار، حيث اثبتت هذه السيدة قدرة المرأة العراقية المناضلة لأن تتقدم في الحراك السياسي والاجتماعي، وتتوّج حملتها الانتخابية بابتكارات تواصل مع المجتمع، وتقطف حب الناس، وتحصل على حوالي 9 الآف صوت، متقدمة على الكثير ممن وصلوا الى قبة البرلمان مع انهم لم يحصلوا على نصف ما حصلت عليه من أصوات، بسبب (تعديل) نظام المرحوم (سانت ليغو)، إلا انها فازت مجتمعياً واصبحت حديث الناس والصحافة والاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
* أما الثانية، فهي السيدة (شروق العبايجي) النائب الآن عن التحالف المدني الديمقراطي، وموقفها الشجاع الجريء في جلسة مجلس النواب الأنتخابية، حيث رشّحت لان تكون رئيساً لهذا المجلس، رغم أنها تعرف جيداً، بأنها لن تفوز في ظل سطوة التوافقات والمحاصصة، إلا أنها ارادت ان تقول وتبرهن للشعب العراقي الكريم قولاً وبرهاناً لا مستور فيهما، ارادت اعلان الحقائق الآتية:
* لابد من خرق حاجز المحاصصة والتوافق، واستفزاز تسويات العقل الطائفي، والتذكير بان الدستور قد كفل حق الترشيح بعيداً عن هذه المحددات.
* إثبات، ان المرأة العراقية بنماذجها المتقدمة، قادرة على قيادة وادارة اهم سلطة، إلا وهي السلطة التشريعية.
* تجسيد إرادة منتخبيها، وارادتها كذلك، وهذه اشارة دالة لكل من لا يعرف معنى (عضو مجلس نواب).
* البرهنة على ان التحالف المدني الديمقراطي جدير بأن يأخذ دوراً ريادياً سواء كان ذلك في السلطة التشريعية او غيرها.
* الاشارة والنتيجة التي حصلت عليها، الى ان الدولة المدنية الديمقراطية طموح قابل لأن يتحقق.
من موقف وهمّة هاتين السيدتين المحترمتين، فقد خطر لي، قول جدتي، وبالعراقي، حينما كان يعجبها اداء امرأة من نساء القرية، حين تؤدي اعمالها في الزراعة والبيت بتميز عن الأخريات:
(بس هاي المره صدگ إكحيله..!).