المنبرالحر

طبيب شيوعي ... اين الطبيب الاسلامي / د. مؤيد عبد الستار

يتابع الطبيب الشيوعي الجوال مزاحم مبارك مال الله جولاته الطبية ليعالج الفقراء مجانا، وقد ذكرت التقارير انه عالج خلال السنوات الماضية الممتدة من 2003 حتى اليوم ما يزيد على 26 الف مواطن في مختلف المناطق الفقيرة.
اضافة الى توزيعه الادوية التي يتبرع بها المواطنون الذين يتعاطفون مع هذه المبادرة، وبعض الاموال التي تأتي من خارج العراق من مواطنين مؤيدين لهذه الفكرة التي يعملون على تطويرها لتصبح مجموعة اطباء بدلا من طبيب واح ، يحرص الطبيب مزاحم على تخصيص يوم واحد في الاسبوع في عيادته مجانا للفقراء.
ان نماذج الاطباء الانسانيين في العراق كثر، وقد عرفنا منهم العديد من الاطباء الذين خلدهم سجل الطب في العراق، منهم مجموعة شاركوا في مجلة شهيرة في العراق في العهد الملكي كانت تسمى العيادة الشعبية، تنشر المواضيع الطبية وتسعى الى نشر الوعي الصحي.
كما تشكلت في العراق في الستينات عيادات تعالج الفقراء سميت العيادات الشعبية كان المواطن يدفع فيها اجورا مخفضة، واغلب الاطباء كانوا يعملون فيها تطوعا.
ومن الاطباء الذين اذكرهم الدكتور فاضل السعيدي، وكان طبيبا في مدينة الكوت اوائل الخمسينات والستينات، كان يعالج الفقراء مجانا ويزودهم بالادوية، واحيانا بمبلغ من المال يجود به على المحتاجين من الفلاحين الفقراء الذين كانوا يتقاطرون على عيادته، كانوا يأتون له بالدجاج اوالبيض حبا وتقديرا منهم لكرمه، على عكس بعض الاطباء الجشعين الذين كانوا يصرون على استيفاء الاجور العالية من المرضى حتى لو كانوا فقراء لا يستطيعون تسديد المبالغ المرهقة لميزانيتهم المحدودة.
ومن المؤسف ان الطب في العراق اصبح تجارة لا ترحم فقيرا ولا محتاجا، وتفنن الاطباء بطرق العلاج المكلف مما جعل الطب والعلاج مقصورا على الاغنياء فقط، اما المستشفيات الخاصة فحدث ولا حرج، اصبحت احدى المآسي في الطب.
في بغداد كان بعض الاطباء يخصصون يوما للفقراء للفحص مجانا ايضا. اتمنى على احد الاطباء ان يتوسع في الموضوع لتوثيق جهود هؤلاء الاطباء النبلاء.