المنبرالحر

خطورة الاعلام المتخلف / طه رشيد

يشكل الاعلام في عالم اليوم عاملا اساسيا في افشال او نجاح اي مشروع، اقتصاديا كان، ام اجتماعيا، ام سياسيا، وخاصة بعد انتشار شبكات التواصل الاجتماعي واجتياحها لكل بلدان المعمورة ( يعتبر العراق ضمن البلدان التي لا يزال فيها الانترنت محدود الانتشار لاسباب عدة منها ضعفه وغلاؤه وانقطاع التيار الكهربائي المتواصل الذي يؤدي اوتاماتيكا لانقطاع الانترنيت. بالاضافة الى ان الدولة لم تدخل طرفا مساهما بشكل مباشر فيه، مثل الكهرباء والماء لتوفره بسعر ينسجم والقدرة الشرائية للمواطن ، لكنها تدخلت فقط من جانب امني لتمنعه انّى تشاء !) ولكم في تجربة بعض البلدان العربية مؤخرا انموذجا في ذلك .
ويتعرض العراق ومنذ سقوط نظام البعث البائد لحملة اعلامية هدفها الاول والاخير اسقاط التجربة الديمقراطية الوليدة الجديدة. صحيح ان الانتخابات هي تجلٍ لشكل من اشكال الديمقراطية وبالتالي فانها ، اي الانتخابات، تشكل خطوة نحو الدبمقراطية ولكن مع هذا فان ما انجز على مستوى البناء الديمقراطي ليس قليلا ، فانجازالدستور واعتماد الفدرالية واستقلالية مجالس المحافظات، علامات فارقة تشكل « دبوسا « في خاصرة العمق الشوفيني العربي او غير العربي، الذي بقي مصراً على الامساك بالسلطة باسنانه وحتى آخر قطرة دم تسفك ( من المواطنين طبعا وليس من ابناء « الحكومة» !) كما نرى في دولة شقيقة مجاورة ومنذ ثلاث سنوات خلت. اما اولئك الحكام العرب الذين تنازلوا عن عروشهم ، فلولا الهبة الغاضبة لشعوبهم ، لبقي الحكم لابناء ابنائهم !
اعلامنا الرسمي وباعتراف الجميع ما زال متخلفا، باميال عديدة، على الحاق بالركب، اما الحاق الهزيمة بالاعلام المضاد فهذه قضية بعيدة المنال.
عقد في دولة مجاورة قبل ايام مؤتمر «للمعارضة العراقية» بقيادة فلول حزب البعث، وبحضور اكثر من مائة وخمسين عراقيا. والنقطة الجوهرية في هذا المؤتمر هو دعم المقاومة الوطنية ! وفي حقيقة الامر هو دعم «داعش» التكفيرية الارهابية المتخلفة.
وتساهم بعض الاطراف المساهمة بالعملية السياسية بتبييض الوجوه الكالحة في ذلك « المؤتمر». فهل استطاع اعلامنا الرسمي والوطني الرقي لمستوى المسؤولية بالتصدي اعلامياً كما ينبغي او يرتقي للاعلام المعادي الذي تقوده القوى المضادة لفضح هذه الاصوات النكرة؟ اما اننا نردح من الصباح للمساء باغاني لاتنم كلماتها عن وعي حقيقي قادر ان يلقم العدو حجرا .