المنبرالحر

حلول بلا مكابرة / قيس قاسم العجرش

الحديث عن»هوية»رافع السلاح بوجه الجيش العراقي هو حديث شائك، خاصة في الوضع العراقي.أعرف أن من يحمل السلاح يكون قد أنهى كل شيء وماتت فرص الحوار وانسكب الرصاص المصهور في أذنه فلم يعد ينفع معه التذكير.
اعرف أن الموت الذي حصد مئات الجنود العراقيين إنما استهدف وجود الدولة قبل أن يسأل عن طوائفهم.
ومع هذا لدينا من يصف رافعي السلاح بأنهم»ثوار». نزفت الموصل مسيحييهاونصف سكانها وخلت من كل تنوعها التاريخي ومع ذلك ما زال هناك من يسكن فيها ويظن أن لا خطر عليه من «الدولة الإسلامية!» التي تدعيها القاعدة هناك.
لو احتسبنا أن وصف المسلحين بأنهم»ثوار» إنما هو رغاء لا يستحق السماع وبالتالي لا يستحق الرد، سنكون أمـعنـّا في الترويج للحل العسكري وإهمال أي رد ممكن.
طريف ومبكٍ في آن واحد إن نجد متحدثين قد صارت لديهم تقليعة مفادها» لا مكان للحل العسكري». وهم ايضاً لا يرهقون أنفسهم في شرح «الحل السياسي» الممكن مع أسوأ تنظيم دموي عرفه التاريخ.
ربما الحل في صلات مع «وزارة الخارجية» التي اعلنتها داعش!..فقط علينا ان نبحث عن موقعها الألكتروني!.
التدويل للقضية العراقية وهي تتعرض لهذا الكم الهائل من الصدمات المتتالية قد يكون حلاً معقولاً. بالنهاية لدينا مساحات سكانية وجغرافية لم تر من خير الحكومة وعدالتها ما يبرر لها رفض إرهابيي الكهوف تماماً وهذه المناطق نضحت لغاية الآن ما يقرب من 750 الف نازح مهجر في بلده .بالنهاية لا عيب في ان يكون الحل العراقي جزءاً من قرار أممي بمكافحة الإرهاب الظلامي الذي بات أزمة عالمية وقد يرتب هذا الحل لصورة دائمية من التعايش السلمي للمكونات في هذه المناطق طالما ان الحل المحلي لم ينفع للآن.
تنظيم القاعدة والإرهاب المتسربل بشعارات الجهاد إنتهى منذ زمن كمشكلة محلية او اقليمية وتحول الى قضية عالمية تهتم بها أقصى دول الارض لأن ارتداداتها لم تتوقف ابداً.
ومع كل هذا ما زال هناك من يعاند بصلافة نادرة ترقص على أشلاء الضحايا ليسمي الوضع الراهن بأنه ثورة !..إن آخر ما يلائم صيغ الحل هو السلوك المكابر، مكابرة جوفاء، هناك من يظن أن الأمن سيتحقق عبر»الهوسات» والأهازيج وهناك ايضاً من يظن أن داعش هي «ثورة» ستحقق السلم والأمن!...الوهم بالدخان لا يعني ابداً انه هنالك دفء في المنزل...