المنبرالحر

لا تقامروا بالعراق! / طه رشيد

يواجه عراق اليوم، عراق ما بعد التغيير، هجمة شرسة رأس حربتها « داعش» بقيادة مجموعة من ضباط صدام القدامى وحاضنتها معروفة للجميع ، ويقف خلف الهجمة دول من المحيط العربي والاقليمي والدولي. وقد اجتمعت هذه الجهود وتوحدت من اجل اسقاط التجربة الجديدة في عراق ما بعد 2003. واذا ما اضفنا العوامل الداخلية الاخرى التي تساهم بشكل مباشر او غير مباشر باسقاط التجربة او بجعلها تراوح في مكانها مثل الفساد الاداري والمالي، وجلوس الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب، بسبب اعتماد المحاصصة الطائفية والعرقية والاثنية، والوقوف بوجه الكفاءات المخلصة والنزيهة وخاصة تلك التي تدربت وتأهلت في الخارج لعشرات السنين، بحكم تواجدها في المعارضة السابقة للنظام البعثي المقبور، لاستطعنا، وبيسر فهم سر النتائج المخيبة للامال في بناء عراق جديد، ديمقراطي فعلا لا قولا. عراق لا تنتهك فيه حرمات الناس مهما كانت الاسباب والدواعي والتهم ! يعتمد القانون وباجراءات قانونية من قبل رجال القانون في محاسبة من يخضع للحساب ، وليس من قبل من يحمل سلاحا! الارهاب يفتك بنا وبمدننا، وداعش تتحكم برقاب الناس وتمارس القتل العشوائي اليومي، في المدن التي تسيطر عليها، لانها احتكمت للسلاح، وعلينا ان لا نستعمل نفس سلاح العدو، وخاصة مع ابناء جلدتنا . يكفي لنا انقطاع الكهرباء في صيف بغداد الذي تعرفونه، يكفي لنا شحة المياه، يكفي لنا ضعف الخدمات ويكفي لنا «الزبالة» التي تزكم انوفنا في احيائنا الشعبية ولكم في «المدينة» و»الشعب» و»حي اور» نموذجا صارخا في هذا المجال.
اعلامنا ما زال متخلفا وبعض اغانينا التعبوية تثير القرف في النفوس . كيف لنا ان نقبل مثل هذه الكلمات :
صدك والله صدك
اجونا للحلك
نجفتهم جفت
نسحكهم سحك
داعش لو تجون
تضوكون المنون
نسحكم سحك.
كيف نستطيع ان نواجه، اعلاميا، هذه الهجمة الشرسة المتواصلة منذ ان سقط الصنم في ساحة الفردوس؟ كيف نستطيع ان نواجه اعلام داعش واعلام الدول التي تريد شرا بالعراق؟ هل يكفي ان نستدعي سفيرا لنا من هذه الدولة او تلك، على استحياء، وكاننا مدانون لها؟ العراق ليس مداناً لأحد. الجميع مدان للعراق شعرا وفنا وعلما ونفطا!
آن الاوان للقوى السياسية المتنفذة ان تضع العراق امام اعينها. ان تحتكم للعراق. ان يكون مشروعها عراقي . ان ترمي بخلافاتها الى مزابل الوطن الكثيرة! فالخطر كبير والثمن سيكون باهظا . سوف لن نخسر اغلالنا وسوف لن نخسر السلطة فقط.. سنخسر ابناءنا قبل ان يولدوا ..والاهم سنخسر العراق، وهو جلّ ما يتمنوا، فلا تفرحوهم وفوتوا عليهم هذه الفرصة ان كنتم وطنيين حقا !!