المنبرالحر

أ أتحتاج دعوة بتلك الوضوح الى معجم لكي تفهموا ؟/ حيدر سعيد

لقد وضع المتنفذون نظام المحاصصة في حدقات عيونهم ، حتى اصبحوا لا يرون غيره مشروعاً فكرياً، اعمى عيونهم ،واغلق آذانهم عن سماع دعوات ونصائح ابناء شعبهم والمخلصين منه بشكل خاص ، وينظرون الى حولهم حيث تدور الكراسي التي يجلسون عليها متحسسيها بين فترة واخرى لعلها قد تحركت من مكانها ( ومسدساتهم على الزناد)!!، مما ادى الى تراكم الازمات واستفحالها، هذا الوضع المتأزم سياسياً ترك الباب مفتوحاً امام اعداء الوطن الداخليين وهم الاشد خطورة والخارجيين الاقليميين والغربين ، ان يدفعوا بالوضع السياسي الى نهايات خطيرة لتلتقي بما مرسوم له من قبل هؤلاء الاعداء الذين اجتمعوا على تفتيت العراق مستغلين الارضية التي هيأها فرسان المحاصصة . فما كان من منظمات الارهاب متمثلة بداعش وحلفاشها الوقتيين والدائميين ان تهاجم الموصل الحدباء وتسقطها سريعاً ودون مقاومة تذكر، اي ان ما ذكر من عنتريات لسحق الارهاب لم يقتل ذبابة من داعش ، وها هي اليوم تواصل زحفها مستغلة تفكك الجبهة الداخلية وضعفها ، مما دعا المرجعية الدينية لاصدار فتوتها الكفائية لشحذ همم الجماهير وشدهم للدفاع عن وطنهم وكرامتهم ، بعد ما وجدت ان المتنفذين المتمسكين بالكراسي اضعف من مواجهة داعش وحلفائها الارهابيين ، واليوم وبعد ان اخذت الاحداث مجرى اكثر خطورة وتهديد من السابق حيث تتعرض مكونات الشعب العراقي الاصيلة الى جرائم ابادة على ايدي داعش الارهابية وحلفائها ، تنادت القوى الوطنية والديمقراطية ومنظمات المجتمع الى ضرورة التنسيق بين القوى الوطنية والتوجه صوب تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي بمشروعها الوطني الديمقراطي ستتجاوز مشروع المحاصصة الطائفي القومي اس البلاء ، وتضع حداً لمجازر داعش وهزيمتها ،لكن كل هذا الذي يحصل لم يحرك دماء المتنفذين ، بل اصبحوا اكثر عناداً واصراراً على التمسك بالمواقع حتى ولو كلف ذلك خسران العراق وطناً !! بتحجج البعض بانه الاكبر من بين الكتل ، وتنازله عن الكرسي يعني خيانة الناخب!! ،( علما ان الشعب العراقي مصدر السلطات هو اكبر من الكتل وناخبيها مجتمعة) !!، دون ان تفكر بان ما آلت اليه الامور والتي اضرت بالشعب العراقي وعمقت جراحاته كان بسبب وجودها على راس السلطة ومقررها سواء شاء ام ابى ، علماً بأن الدول المتحضرة والتي يأتي قياديها الى السلطة بانتخابات ديمقراطية ، يسارعون الى الاستقالة بشجاعة في اول منعطف لا يستطيعون فيه تحقيق مطاليب الجماهير، حفاظاً على الشعب والوطن، ويكسبون بذلك احترام الشعب وتقديره .

ان التشبث بالمركز على حساب الوطن وشعبه ، دعت المرجعية من جديد المتشبثين بالمراكز بعدم التشبث بالمراكز والدعوة الى تشكيل حكومة وطنية واسعة مقبولة من جميع الوطنيين والمخلصين العراقيين تستطيع عبور الخطر وانقاذ الوطن .

اما القول بفتح ابواب جهنم على العراق دون حجز الولاية الثالثة لشخص بعينه ، نعتقد ان ذلك ليس من باب التفكير السليم ، خاصة وان منظمة داعش قد بدأتها اي نار جهنم بمجازرها البشعة في الوطن ، وايقا فها يحتاج الى الاصغاء الى صوت العقل ، ولا نعتقد ان دعوة بتلك الوضوح ( بعدم التشبث بالمراكز ) اكدتها المرجعية في خطبة الجمعة الفائتة ،و التي نعتقد بانكم تقدرون رايها حسب ما تصدح به اصواتكم ليلا نهاراً !a