المنبرالحر

ما بين الموصل وغزة! / يوسف أبو الفوز

الاخبارمن حولنا لا تسر أحداً، سوى أعداء شعبنا، الذي كثرت معاناته بين كماشة كواليس سياسات المحاصصة وما يجري من نتائج الهجمة الإرهابية للعصابات الاجرامية، خصوصا في المناطق الغربية من اراضي الوطن على يد المغول الجدد، الدواعش، اصحاب أخس ما عرفت المنطقة من سلوك دموي وفاحش. فهم يستبيحون كل شيء بأسم الدين. حياة الناس وآمنهم وأعراضهم، وينتهكون الحرمات ويصدرون فتاوى يعارضون فيها أبسط متطلبات حقوق الانسان وما نادت به الاديان السماوية. وحيث يتواصل مسلسل تهديم وتخريب الاثار العراقية وقبور الاولياء الصالحين واماكن العبادة للمسيحين وللايزيديين. ومن بعد تعرض مسيحيو المنطقة لعمليات التطهير، وواجه ابناء شعبنا من الشبك والايزيدية حملات «أنفال» جديدة. ولا ينافس الدواعش في سلوكهم الدموي الهمجي سوى السلطات الصهيونية في اسرائيل، فهم يذبحون أبناء الشعب الفلسطيني ويمارسون سياسة العقاب الجماعي ضد شعب اعزل، فيبيدون بآلة دولتهم الحربية عوائل بكاملها، وكل يوم يسقط شهداء وجرحى غالبيتهم من صغار السن والنساء في مسلسل العدوان والحصار ضد غزة الباسلة دون الاستماع لاصوات الاحتجاج المتصاعدة في كل مكان، حتى من بين حلفائهم الغربيين.ان الموت الهمجي على يد قوى الارهاب له نتيجة واحدة وان تعددت وسائله.
في زيارتنا لبيت صديقي الصدوق، أبو سكينة، تواصل حواري مع جليل، حول جرائم عصابات داعش ونشاطها الاعلامي فيما العملية السياسة في العراق تتخبط في أروقة المزايدات والصفقات، والخلافات بين القوى المتنفذة والمشاركة في السلطة.
قالت زوجة جليل: ان عصابات داعش في استباحتها للمدن العراقية تحرص على تحطيم روؤس التماثيل، وتحز بوحشية رؤوس الضحايا، انهم يستهدفون الرأس، مكان العقل !
وساندها جليل فورا: وكم من «دابق» تنتشر هنا وهناك، تتستر بأردية الوطنية، تزعق بروح طائفية، تبرر العنف والقتل على الهوية؟ وفيهم ممن يتباكى على « ثوار» أنكشفت أوراقهم بتحالفهم مع « دولة الخلافة»!.
وجه أبو سكينة حديثه لي : لقد قرأت لنا قبل ايام مقتطفات من خطاب الخليفة الداعشي أبو الرولكس، أذكرأنه قال « ليعلم العالم اننا نعيش اليوم عصرا جديدا» ، وماذا قال ايضا يا صاحبي ...
وفهمت ما يريده ابو سكينة لانه سبق وان تحدثنا عن ذلك، لكنه يريد أسماع الاخرين رأيه. ومن حزمة الصحف معي عرضت ملخصا لخطاب الخليفة الداعشي. ومن ضمن ما قلت : في خطابه بشر المسلمين وقال لهم « وارفعوا رؤوسكم عالية اذ اصبح لكم دولة خلافة و...»
قاطعني ابو سكينة : هذا الذي كنت أريده تماما . حقا اننا نعيش عصرا جديدا، فهذا السفاح يطلب من الناس بكل صراحة ان ترفع رؤوسها حتى يسهل لمرتزقته حزّها وذبحها !