المنبرالحر

الايزديون اليوم ...الكرد الفيليون بالامس/ د. مؤيد عبد الستار

ما يجري اليوم بحق الايزديين من قتل وسلب ونهب و خطف واغتصاب جريمة لا تغتفر ، يجب ان تتكاتف القوى الخيرة في العالم لايقاف هذه الجرائم الهمجية .
وكان ما جرى قبل ثلاثة عقود من تهجير ونهب وسلب اموال الكرد الفيليين والقاء الاسر من نساء وعجائز وشيوخ واطفال على الحدود الايرانية مثال سابق لما يجري اليوم في سنجار وسهل نينوى .
عام 1980 قام النظام الصدامي باكبر عملية تهجير قسري للكرد الفيليين ، فكانت السيارات العسكرية تنقل المواطنين العراقيين الاصلاء الى الحدود العراقية الايرانية على جبهة الحرب قرب خانقين ، دون ان تسمح لهم بحمل ابسط الامتعة ، وسلبت منهم اموالهم واوراقهم الثبوتية ، كما قامت السلطات البعثية بخطف الشباب الذين تتراوح اعمارهم بين 16 عاما و40 عاما ، اعتقلتهم في سجونهاالمظلمة ثم قامت بابادتهم بشتى الاساليب الاجرامية، مثل تعريضهم للمواد الكيمياوية والغازات السامة ، واجراء التجارب البايلوجية عليهم ، تلك الاعمال الاجرامية كانت مقدمة لمثل هذه الاعمال في سنجار وسهل نينوى التي يتعرض لها ابناء الطائفة الايزدية الكريمة والمسيحيين والشبك والتركمان وغيرهم ، هذه الاعمال اصبحت عرفا لدى حزب البعث الذي مارسها منذ عام 1963 على يد عصابات ما يسمى بالحرس القومي.
ان القوميات والاطياف الدينية والقومية في العراق مثل الكرد الفيلية والشبك والمسيحين والاشوريين والسريان والكلدان والكاكائية والايزديين والصابئة المندائيين وغيرهم يتعرضون باستمرار لموجات من الارهاب والقتل والسلب والنهب ، تارة على الايدي الاثمة للقوات الحكومية ، واخرى على ايدي عصابات منفلتة تجد في الاختلاف العرقي او الديني فرصة لتنفيذ احقادها على المواطنين الابرياء العزل لترضي غرائزها البدائية في الخطف والاغتصاب والقتل والسلب والنهب .
ان المجتمع العراقي ، والمجتمع العربي الاسلامي عامة بحاجة الى اعادة تثقيف واشاعة روح التآخي بدلا من اشاعة الكراهية والانعزالية ، فالسلطات والحكومات والمؤسسات التعليمية التي تقوم بتربية الناشئة على حب القتل والانتقام بحجة ما جرى سابقا في الفتوحات الاسلامية تتحمل النصيب الاكبر من الجريمة .
نحن بحاجة اليوم الى الاخذ بنماذج انسانية معاصرة في التفاهم والتآخي والعيش المشترك مع الاخر كي نستطيع بناء مجتمع منسجم يضمن كرامة مواطنيه .
الامم المتحدة مدعوة لمساعدة الاقليات العرقية والدينية في العراق من اجل منحهم امتيازات اضافية في حمايتهم من الاعتداء المسلح الذي تقوم به مختلف العصابات في البلدان التي لا يحكمها قانون ولا دستور .