المنبرالحر

هدر بلا حدود / كفاح محمد مصطفى

عدت منظمة الصحة العالمية WHO ان وزارة الصحة العراقية تفتقر للخبرات الطبية والمهارات القيادية مما جعلها تبدد الكثير من الاموال بدون أية فائدة او لا تعرف كيف تنفقها. ودعت الى ضرورة ابعاد المتنفذين بالسياسة من الوزارة واستبدالهم باطباء ومختصين في الرعاية الصحية. جاء ذلك خلال المؤتمر السنوي للرعاية الصحية الذي عقد في اربيل بحضور مجموعة من المختصين والمهتمين. وقال ممثل منظمة الصحة العالمية والاستاذ في كلية سينتر امبيريال في لندن خلال المؤتمر سلمان رواف: ان افتقار وزارة الصحة للخبرات الطبية والمهارات القيادية جعلها تبدد الكثير من الاموال ب?ون اية فائدة. مشيراً الى: ان الوزارة تعيد كل سنة 60 بالمئة من ميزانيتها الى وزارة المالية وكأنها لا تعرف اين تنفقها او تستثمرها. ودعا رواف الى اجراء مراجعة شاملة لمنظومة وزارة الصحة العراقية وتركيبتها وابعاد غير المتخصصين بالطب عنها، عاداً ان هناك متنفذين بالسياسة يجب نقلهم من الوزارة وجلب آخرين من الاطباء والمتخصصين بالرعاية الصحية ليكونوا مؤهلين لاشغال مناصب فيها.
ويبدو في بلادنا الحبيبة، بلاد العجائب والغرائب، ان تبديد الاموال بدون اية فائدة هي سمة من سمات العديد من الوزارات والمؤسسات والهيآت في البلاد، فاين الاموال الطائلة التي خصصت لتحسين الطاقة الكهربائية؟ وعلى سبيل المثال وليس الحصر لو احصى مستشار واحد من مئآت المستشارين في الحكومة العراقية الاموال الطائلة التي انفقتها هيئة الاستثمار الوطنية على الرواتب والمخصصات وعلى مخصصات الايفادات والندوات والمؤتمرات التي عقدتها بدون أية فائدة تذكر، ومعظمها للراحة والاستجمام وليس لحل أزمة السكن، ولو اضاف اليها الاموال الطائ?ة التي بددت على اعلانات في وسائل الاعلام المختلفة على مدن سكنية ورقية لا تحتاج الى اعلان، لان المواطن العراقي ينتظرها على احر من الجمر منذ سنوات، ولكنها ما زالت على الورق، وعلى الورق فقط لاكتشف ما هو اغرب من الخيال، وهو ان الاموال الطائلة التي هدرت تكفي لبناء عدة آلاف من الدور السكنية واطئة الكلفة تحل مشكلة عدة آلاف من العوائل الساكنة في العشوائيات بدون كهرباء وبدون مياه صالحة للشرب في بغداد عاصمة الثقافة العربية.
احصوا هذه المبالغ فستجدون العجب في جميع اشهر السنة وليس في شهر رجب فقط، جربوا فالتجربة خير برهان.