المنبرالحر

المحاصصة ترتدي ثوبا وطنيا / ئاشتي

كلما حاولت أن تجعل من جنون حزنك حديقة للضحك الساذج، تأتيك غربان وجع البكاء لكي تنعق بمكبرات صوت حديثة الصنع فتشل كل عضلات الضحك التي نست وجودها في شدقيك منذ أن بدأتَ تتابع برامج القتل اليومي في عراقك لأكثر من أربعة عقود، فتذهب محاولات جنونك سدى. وهل للجنون في زمن التفاؤل الساذج موطئ قدم؟ وقد علمتك الأحداث اليومية أن التفاؤل الساذج لا بد أن يؤدي بك إلى جهنم، رغم أنك تعرف أن ابناء شعبك في كل بقاع وطنك يعيشون هذه الأيام جهنم بكل أنواعها، القتل، الاغتصاب، السبي، التفجيرات، الغدر، كواتم الصوت، النزوح، الجوع، الفقر، وحرارة الجو، وكأن الشمس نزلت على رؤوس العراقيين ليس وحدها بل جلبت معها كل قبيلتها. وزاد الأمر سوءاً حين تمت إعادة الحواجز الكونكريتية، فيما كان جنون الصبر المتوحد في روحك يأمل، أن كل هذا سوف يصبح ذكرى!! بمجرد أن تتشكل الحكومة التي قالوا عنها أنها ستكون حكومة(شراكة وطنية)، لهذا تجملت بالصبر ولكن يبدو أن الصبر ليس مفتاحا لحل كل هذه المعضلات التي يعيشها شعبك. فقد بدأت تتكشف صيغة (الشراكة الوطنية) عبر توزيع المقاعد الوزارية، وتجلى بشكل لا يقبل الشك أن المحاصصة التي عملوا بها سابقا بشكل سافر، يريدون لها الآن أن ترتدي ثوبا (هولا يتناسب وحجمها) لأنه أكبر منها أخلاقيا ووطنيا. المحاصصة يا حكامنا أصغر حجما بما لا يقاس مقارنة مع تاريخ وطنية شعبنا وتضحياته ونضاله. أنتم أحرار فيما تفعلون ولكن لا تقتربوا من وطنية شعبنا.
كلما حاولت أن تجعل من جنون حزنك حديقة للضحك الساذج، يفاجئك الحكام بسحابة من السخط الأسود، حتى تظن أنك سوف تغرق في دائرة جديدة من الوحل تتعدى دائرة جرائم (داعش) وتصل بوطنك وشعبك إلى حافات أخرى من اليأس المجاني الذي تفوح منه رائحة الضياع. ماذا يكون لو تم اختيار وزير للثقافة من المثقفين، وللرياضة من الرياضيين، وللدفاع من النساء، وللداخلية من المحامين، وللمالية من النزيهين، وللنفط من الحريصين على ثروة البلاد، وللخارجية من الدبلوماسيين، و..و...و وكلها متوفرة في عراقنا، وقد أعلن أكثر من مرة أن الحكومة القادمة ستكون حكومة تكنوقراط. ولكنها ستكون غير ذلك!!
كلما حاولت أن تجعل من جنون حزنك حديقة تذكرت الحقيقة المرة التي دونها الماغوط في قصيدته (أوبرا القمل)
( مطرقة شيعية/ سندان أموي / ساطور جزائري/ وأد جاهلي/ خازوق تركي / خنجر أبن ملجم / رهائن أبي سياف / عسس عمر / عمامة الحجاج / سيف عنترة / مثقب سلجوقي / مبرد آرامي / فلقة حنبلية أو شافعية)