المنبرالحر

السونار الكاذب والتاجر المحتال / طه رشيد

جهاز كشف المفخخات والاسلحة والمتفجرات المستعمل في السيطرات في بغداد وبقية المدن ما هو الا لعبة اطفال يضحكون بها على ذقون سراق المحلات التجارية الكبرى من اجل تخويفهم وليس كشف المواد المسروقة ..بمعنى ان يتردد السارق الف مرة قبل ان يخرج من المحل وقد اخفى قميصا او قنينة كحول ! بينما لم يتردد المسؤول العراقي في استيراده وباسعار خيالية وكأنه الساحر الذي سيوقف الحزام الناسف والسيارة المفخخة والعبوة المتفجرة .
بلد المنشأ والتصنيع بريطانيا احال صاحب الشركة المنتجة للمحاكم البريطانية المختصة وحكمت عليه بالسجن عشر سنوات ..وبعد عام من اتخاذ هذا القرار اعيدت المحاكمة مؤخرا لتحكم على المنتج بحجز امواله المنقولة وغير المنقولة. بينما نحن ما زلنا نستخدم هذا الجهاز الغبي لكشف المستور! والنتيجة المزيد من الازدحامات والاختناقات والمزيد من التفجيرات في كل ارجاء العاصمة بغداد ..يستخدمونه دون وجل ، يضحكون على انفسهم ونحن ، اولاد الخايبة ، ندفع الثمن دما وعرقا وارهاقا واتلافا للاعصاب .
لماذا تستمر الحكومة باذلالنا من جهة وبالسكوت المطبق على هذه الفضيحة التي تزكم الانوف رغم المزابل المنتشرة في كل مرافق المدينة من جهة اخرى!
ها هم البريطانيون يعاقبون التاجر المصدر،فلماذا تسكت حكومتنا على التاجر المستورد؟ اين مفوضية النزاهة ؟ اين المحكمة الاتحادية او الجنائية؟ اين البرلمان ؟ اين منظمات المجتمع المدني التي لا بد ان يكون لها موقف واضح من هذه المهزلة؟ لماذا نترك المستورد مهما كانت صفته فردا او شركة حرا طليقا دون حساب او عتاب؟ وقد خلف هذا الجهاز مئات القتلى !
كلهم شيطان اخرس ساكت عن الحق ..كل من ساهم باستيراده او سكت عنه لاسباب في نفس يعقوب ! الكتل السياسية المتنفذة كلها دون تمييز مسؤولة عن الاهدار بارواح الناس واموال الدولة !
ٱن الاوان لايقاف المحتال الذي استورد هذا الجهاز واحالته الى محاكمة منصفة عادلة .والاهم آن الاوان لجمع هذه الاجهزة ورميها في سلة المهملات ورفع السيطرات، كي نفسح المجال للناس لتتنفس بحرية ..يكفي انكم حولتم بغداد الى سجن كبير طيلة عشر سنوات. اطلقوا سراحنا وأحيلوا هذه الاجهزة الغبية على التقاعد.