المنبرالحر

إرحل....!/ مزهر بن مدلول

هناك كلمات كثيرة ظهرت في الاونة الاخيرة اعطت للسياسة طعما لذيذا وجعلتها خفيفة الظل!، ومن بين هذه الكلمات كلمة (ارحل) التي ردّدتها ملايين الحناجر من الغرب الى الشرق واصبحت عنوانا لامعا لاختبار ارادة الشعوب وقدرتها على الاصرار من اجل تحقيق التغيير.
لقد دخلت كلمة (ارحل) جميع معاجم العالم، ويمكن ان تدخل (موسوعة غينس للارقام القياسية)! بأعتبارها الكلمة الاكثر تداولا خلال فترة قصيرة!، لكنّ هذه المفردة، وبالرغم من دويّها، لم تصل لحد الان الى معجم السياسة العراقية، وربما لا احد من السياسيين العراقيين يريد ان يسمعها لأنّ وقعها ثقيل ورنينها خطير!ولهذا السبب اختاروا مفرداتهم الخاصة والعقيمة التي جثمت على قلوب الناس وعشعشت في عقولهم وحولت السياسة في بلادنا الى ورم اينما تلمسه تسمع الصراخ والانين.!.
ولا ادري ما هو شعور السادة المسؤولين! الذين اعتنقوا (نظرية المراوحة في المكان)! وهم يشاهدون الشعب المصري يملأ الساحات والميادين ويهتف بصوت واحد (ارحل)!، هل وصلتهم الرسالة، ام انهم مازالوا يراهنون على سياسة تحشيد الاتباع!، وافساح الطريق للنيّات المسلحة بالتخلف والهمجية ومحاربة القيم الدينية الرفيعة والوجدان المشبع بالشعور والاحساس النبيل!؟، هل ما زالوا مصرين على الاستفادة من اقتصاد (الريع) الى اقصاه والدفاع عن الفاسدين والطفيليين الذين يقتاتون على حقوق وتضحيات الاخرين!؟.
ان الفعل (ارحل) فعل أمر اطلقته الشعوب بوجه الطغاة، فتحولت حروفه الى قوة مادية تفوقت على قوة جيوشهم المتمترسة واجهزة انظمتهم الامنية والمخابراتية المتوحشة واسقط المستبدين اصحاب الضمائر الغائبة ووضع حدا (لغطرستهم الطاووسية) ولمسرحياتهم الهزلية التي ابكت امهاتنا طوال العمر.
وليس ارحل وحدها التي دوت في السماء، وانما التاريخ زاخر بالدروس والعبر والكلمات التي لايعطيها الاّ لمن جاء في الموعد المضبوط، فهو كالقطار لاينتظر من يتأخر، ولا يرحم من يتعثر، ومن هنا يمكن ان نسأل: هل ركب حكامنا القطار! وهل تعرفوا ولو على محطة بسيطة من محطاته!؟ ام انّ عسل الكعكة الشهي سال له اللعاب فأعمى البصر والبصيرة!؟.
مازالت الفرصة متاحة امامكم بأن تجعلوا من احزابكم مدارسا لتعميق اواصر المحبة بين الناس وليس تحويلها الى (محميات لديناصورات غريبة) ووجوه مستعملة!، ومازال هناك وقت لكي تفهموا، انّ آمال العراقيين في الحرية والكرامة والحياة لم تنقرض بعد!، وانّ لحظة الغضب والانفجار ستأتي حتما، واقلّ ما نطلبه منكم هو الاسراع في (عقد المؤتمر الوطني) الذي يجمع اطياف والوان الشعب العراقي كلها، وان تضعوا يدا بيد وترفعوا قبضاتكم وتقولوا للفتنة والفساد والعنف: ارحل....!.