المنبرالحر

الحاجة ماسة لتكوين راي داعم لتطوير التعليم.. / نعمت الاغا

يشكل قطاع التعليم ركنا هاما من اركان المجتمعات الانسانية في جميع دول العالم وعنصرا اساسيا وفاعلا في تطورها ورقيها وتحدد مهمات التعليم ببناء الانسان، وتكوينه المعرفي والمهاري وتاثيراته الواسعة على جميع جوانب المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، وعلى طبيعة العلاقات السائدة بين ابنائه، ولهذا يعتبر المربون التعليم وسيلة فاعلة في تغيير الحاضر وبناء المستقبل . لما له من اهمية كبيرة في حياة الافراد والجماعات فهو الذي يطور افكارهم ، ويقدم مجتمعهم . ومن الضروري ان نضع في بؤرة تفكيرها الحقيقة التي يتفق عليها المربون وهي ان التطوير التربوي اساسا صلدا لتطور جميع جوانب المجتمع. والعكس صحيح . لقد اصاب التعليم في عراقنا تخلف مزمن منذ 2003 شمله بجميع مراحله وتنوعاته، وبمدخلاته ومخرجاته وانعدمت ديمقراطية التعليم، فاصبح قسم قليل جدا من الطلبة يداومون في مدارس متكاملة بناءا وملاكات تدريسية واثاثا ، ومستلزمات والقسم الاكبر من الطلبة يفترشون الارض ويداومون في مدارس طينية او كرفانات او جوادر او في مدارس تداوم فيها ثلاث مدارس . واستمر التدهور سنة بعد اخرى لمدة عشر سنوات ووصلنا الى السنة الدراسية 2013 _ 2014 التي جاءت بكل المآسي، من احتلال الموصل اكبر مدن العراق من قبل عتاة الارهابيين وزحفهم على المناطق القريبة والتنكيل بسكانها باستخدام ابشع انواع القتل والارهاب ، ومما يحصل هنا وهناك من حملات لتهجير المواطنين الابرياء من مناطق سكناهم ويفرض على الطلبة الانتقال الى مدارس اخرى . وتاتي مسألة ضياع حقوق بعض الطلبة في الغبن الذي لحقهم في تكملة امتحاناتهم او في اعادتها من الذين لحقهم الاحتلال والتجهير ، وبناءا على ما حدث على وطننا وعلى ابناء مجتمعنا ، وعلى الطلبة بشكل خاص يتطلب الامر منا كابناء مجتمع واحد ان نجعل من التعليم مسؤولية وطنية مجتمعية كبرى لعموم المواطنين ، اضافة لكونها مسؤولية وزارة التربية المباشرة التي يفترض عليها تحمل المسؤولية المجتمعية والتفاعل معها، والاخذ بوجهات نظرها . والمفروض من جمعيات تطوير التعليم التي يؤسسها اصحاب الفكر والنقابيون ومنظمات العمل المدني والاحزاب ، وجميع الكوادر التربوية ان تتابع ما يجري في المدارس القربية منها وتحاول التاثير على سير العملية التربوية التعليمية بشكل ايجابي بالاتفاق مع المسؤولين في المدارس ومديريات التربية. ومن اولى مهمات هذه اللجان تقييم النظم التربوية، وفق معايير اقتصادية واجتماعية وانسانية . وتحديث التشريعات التربوية لتواكب المستجدات . ثانيا من الضروري ان تشكل اللجان الداعمة للتطوير رؤية تربوية مستقبلية لتحقيق الاهداف المتعلقة بالسياسات التربوية، والمسؤوليات الادارية والامتحانية، واليات صنع القرار، لتحقيق التنمية البشرية . ثالثا لا بد ان تعمل لجان التطوير مع أصحاب القرار بكل جهودها من اجل سد النقص الحاصل في الابنية المدرسية لتستوعب جميع الاطفال في العمر المدرسي . رابعا من الضروري ان تتكامل وجهات النظر والرؤى التربوية بين اصحاب القرار ولجان التطوير من اجل ان يمد التعليم الشخصية المؤمنة بالعمل والانتاج والاتقان، والاعداد والتدريب على المواطنة، والمشاركة الاجتماعية والسياسية، وغرس الابداع والابتكار لدى الخريجين، وتنمية قدراتهم لصنع المستقبل. خامسا التاكيد على الاعداد المهاري الذي ينسجم مع مستجدات العصر والمتطلبات التنموية، ويواكب متغيرات سوق العمل . سادسا لتتضافر جهود لجان تطوير التعليم مع اصحاب القرار من اجل جعل المدرسة جزءاً رئيسيا من شبكة مؤسسات مجتمعية، تربطها علاقات شراكة تفعل عملية التعليم .