المنبرالحر

لشعبنا كل الأماني الجميلة بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك/ صادق محمد عبد الكريم الدبش

ونحن على أبواب عيد الأضحى المبارك ...أغتنم هذه المناسبة الكريمة ...لأقدم لشعبنا العراقي الكريم وبكل مكوناته وطوائفه وأثنياته، ولكل قوي شعبنا الوطنية والتي تمتد بجذورها لرحيق هذا الوطن المعطاء ، ولكل قوى التقدم والخير والسلام وفي مقدمتهم حزبنا الشيوعي العراقي ، أقدم الى القوى الأسلامية المتنورة والتي تأمن بالتنوير والتجديد والتداول السلمي للسلطة وقبول الأخر وبالدولة المدنية الديمقراطية العلمانية ، والتي تصون وتدافع عن حقوق الجميع ، الى كل الخيرين والمناضلين من أجل غد أفضل ، الى المرأة المكافحة والمناضلة والصابرة والساعية لمساواتها ولأسترجاع حقوقها كاملة غير منقوصة ، لكل هذه الجموع أقول ....عاما مترعا بالأمل السعيد ، والحياة الحرة والكريمة والرخية ، في ظل نظام سياسي يحفظ الأمن للجميع ويدافع عن كرامة الجميع، ويسعى لبناء حاضر ومستقبل الجميع على أسس العدل والمساوات والتعايش ، يضمن للعائلة العراقية ولطفولتنا ولأولادنا وشبابنا وصبيتنا وصبايانا ...كل ما هو جميل وخير وبهيج ، وأتمنى أن ينقشع الظلام والظلاميين وللأبد ، ولينهزم الأرهاب والأرهابيين وشذاذ الأفاق ومعوقي المسيرة التي نرجوها ونسعى من أجلها، وقدمت التضحيات الجسام في سبيل ترسيخها ، مسيرة البناء للشجر وللحجر ...وقبل كل هذا وذاك نبني الأنسان والذي هو غايتنا وهدفنا ، الأنسان الذي تعرض لأبشع أنواع القهر والتدمير والأنثلام والتشويه من قبل الأنظمة المتعاقبة والتي أقترفت بحقه أبشع وأشنع أنواع الظلم والقهر والأستبداد ، وزاد الطين بلة الأحتلال الأمريكي الغربي الغاشم ، وما جلبه لبلدنا وشعبنا من أهوال وكوارث ومحن... وما زال يراهن على فعل المزيد ! لزيادة الحريق المستعر منذ سنوات ...والتدمير والقتل والأيغال وبهستيرية منقطعة النظير، في زرع كل الشرور والأحقاد بين صفوف الناس والمكونات ، وتقسيم المقسم وتجزئة المجزء، وبالتالي الأتيان على كل شئ لكي نصبح خاوين القوى! ولا نمتلك القوة والأرادة !..وبالتالي يكون من اليسير الهيمنة والسيطرة ، وأخضاعنا لعجلة نظامه الأمبريالي الجشع والمجوع للملايين من شعوب المعمورة .
أتمنى مخلصا أن يمر العيد وقد أستبشر الناس خيرا في بلد ينعم بالطمأنينة والسلام ...أن تضع الحكومة الفتية خطواتها الأولى على الطريق القويم ، وتتمكن من الخلاص من هذا المستنقع الذي وضعنا فيه ، وتبدء الحكومة بخطوات حثيثة ..سريعة ..واثقة ، وبعقلية متفتحة ومنفتحة ووفق برمجة علمية ومهنية شجاعة وصبورة ومكترثة للمهمة الملقات على عاتقها ، وهي مهمة جسيمة ومعقدة وصعبة ، ومن أجل هزيمة الأرهاب والأرهابيين وهي المهمة المركزية والتي لها الأولوية في نشاط الطاقم الحكومي وكل مؤسسات الدولة والمجتمع ، والمسألة التالية والعاجلة والملحة ؟...ألا وهي أعادة هيكلة وبناء وتجهيز وتمويل المؤسسة الأمنية وعلى أساس مهني ووطني بأمتياز ، وأدارتها وقيادتها وتدريبها على يد أناس أكفاء وذات خبرة ودراية ، ووطنيين وأمينين وصادقين وأصحابي الخبرة والسمعة والتأريخ المشهود له بالنزاهة والسيرة والسلوك الحسنين، ووفق فلسفة تكون قادرة على النهوض بمسؤولياتها على أحسن وجه .
المسألة الثالثة التوجه بالتصدي للميليشيات وبكل أشكالها ومسمياتها وتوجهاتها ، ونزع السلاح منها وعدم السماح بأنشطتها وممارساتها التي ألحقت أفدح الأضرار بالنسيج المجتمعي وكانت عامل تفريق وشرذمة وأحتراب ، وعدم السماح بأستمرارها ولأي سبب كان .
تشكيل الحرس الوطني على أساس مناطقي هو شرذمة وتفتيت لوحدة البلد وسوف لن يأتي بأي شئ يصب في أمن الناس والبلاد ، وسيأتي بنتائج عكسية ويهيئ ويشجع على التقسيم وعلى المناطقية... ويزيد الأنقسام المجتمعي والطائفي ، وبلدنا ليس حقل تجارب ولا أنبوبة أختبار ، بلدنا يحتاج الى حنكة ودراية وقدرة على أتخاذ القرار الصحيح في وقته وزمانه ومكانه .
المسألة الأخيرة أدارة الدولة وهيكلة مؤسساتها ..للدولة والمجتمع وهذه تنهض بها السلطات الثلاث والتي يجب أن تصل الليل بالنهار لتحقيق هذه المهمة العسيرة والشائكة والهامة ، وأصدار التشريعات والقوانين الضامنة لهذه المهمة الوطنية الحيوية ، وأستحداث المؤسسات التي تساعد الدولة والمجتمع على السير في هذا المشروع الوطني .
والنظر الى هذا الشعب المكتوي بفيض من المشاكل والمعوقات في حياته ومسيرته ، على أنه يستحق منا كل ما يعينه وينتشله من واقعه المرير ، وهو واجب كفله القانون والدستور، وكفلته الأعراف والأديان والقيم الأنسانية ، فمعالجة الفقر والبطالة وغياب الخدمات من صحة وتعليم وسكن وطرق ، هذه كلها أستحقاقات عاجلة لكي يتمكن الناس من ممارسة حياتهم مثل باقي الخلق والناس ، أعيد وأكرر تمنياتنا بأيام حافلة بكل جديد سعيد وأن يكون العيد فاتحة خير ومحبة وألفة وتعاون وتماسك بين كل الشعب وكل مكوناته وأثنياته وطوائفه ومناطقه ، عيد ترفل طفولتنا وصبايانا ونسائنا والجميع بالصحة والسعادة وترتسم على محيياهم البسمة والبشر والخير والأمل .
وأهدي الجميع رائعة نزار قباني الذي نظمها عام 1962م في أذار الربيع والخير والسلام ، مهدات الى عروسة العراق وأيقونته ودار السلام ، حاضرة الثقافة والفنون ، بغداد التأريخ... بغداد الأدباء والفنانين والشعراء ، بغداد جواد سليم ومظفر النواب والجواهري وعلى الوردي ومصطفى جواد ...والمئات من هؤلاء الأفذاذ وخيرهم من أستثنيتهم..ولم ذكرهم ، لأنهم هم تأريخنا وحاضرنا وأستمرار لمستقبلنا المزدهر ..ولا ريب في ذالك
، وكل عام والجميع بألف خير .

مدى بساطي .. واملئي أكوابي
وأنسى العتاب، فقد نسيت عتابي
عيناك يا بغداد، منذ طفولتي
شمسان نائمتان في أهدابي
لا تنكري وجهي .. فأنت حبيبتي
وورود مائدتي، وكأس شرابي
بغداد .. جئتك كالسفينة متعبا
أخفي جراحاتي وراء ثيابي
ورميت رأسي فوق صدر أميرتي
وتلاقت الشفتان بعد غياب
أنا ذلك البحار أنفق عمره
في البحث عن حب .. وعن أحباب
بغداد .. طرت على حرير عباءة
وعلى ضفائر زينب ورباب
وهبطت كالعصفور يقصد عشه
والفجر عرس مآذن وقباب
حتى رأيتك قطعة من جوهر
ترتاح بين النخل والأعناب
حيث التفت ، أرى ملامح موطني
وأشم في هذا التراب ترابي
لم أغترب أبداً.. فكل سحابة
زرقاء .. فيها كبرياء سحابي
إن النجوم الساكنات هضابكم ..
ذات النجوم الساكنات هضابي..
بغداد عشت الحسن في ألوانه
لكن حسنك، لم يكن بحسابي
ماذا سأكتب عنك في كتب الهوى
فهواك لا يكفيه ألف كتاب
يغتالني شعري .. فكل قصيدة
تمتصني .. تمتص زيت شبابي
الخنجر الذهبي .. يشرب من دمي
وينام في لحمي ، وفي أعصابي
بغداد . يا هزج الأساور والحلى
يا مخزن الأضواء والأطياب
لا تظلمي وتر الربابة في يدي
فالشرق أكبر من يدي وربابي
قبل اللقاء الحلو .. كنت حبيبتي
وحبيبتي تبقين بعد ذهابي..