المنبرالحر

منعطف إيجابي يجب إستثماره / محمد موزان الجعيفري

يواجه عراقنا الحبيب اليوم تحديات كبيرة وازمات مقصودة آن الاوان لمعالجتها ووضع الحلول العملية والكفيلة بحلها لاسيما ونحن نعيش على اعتاب تشكيل حكومة جديدة والاستفادة من اخطاء المرحلة السابقة. ان هذه التحديات والازمات الانية والمؤجلة من السعة بحيث لايمكن لاي طرف او جهة سياسية محددة مهما امتلكته من امكانيات وقدرات ان تقوم بمهمة مواجهتها وحدها ولاسيما وسط هذه الدوامة التي لايراد لها ان تنتهي بيسر دون تضحيات جسيمة ولهذا تتطلب الحاجة والضرورة الوطنية البحث عن مفاهيم ورؤى جديدة ومبتكرة للخروج من هذا المازق ونعتقد ان العلاج الناجح يكمن في ظهور البديل الديمقراطي السلمي وقد تجسد هذا الامر بعد تكليف رئيس الجمهورية للدكتور حيدر العبادي بتشكيل الحكومة الجديدة ، وبدا ترحيب اقليمي ودولي غير مسبوق لاسيما من الامم المتحدة والاتحاد الاوربي وامريكا والدول ذات التاثير العالمي وقد توج هذا التاييد بالبيان الذي اصدره مجلس الامن الدولي مؤخرا والذي تبنى بالاجماع مشروعاً تقدمت به بريطانيا لفرض عقوبات ضد كل من يمول او يزود بالسلاح الجماعات الارهابية في العراق وسوريا ومنها تنظيمي داعش وجبهة النصرة .
ومن الملاحظ ان هذا التاييد الاقليمي والدولي الواسع النطاق للتحولات السياسية والتطورات الامنية في البلاد قد اقترن بتاييد داخلي من خلال الدعم اللامحدود من قبل جميع القوى السياسية التي اعربت عن مساندتها لهذا التكليف والتعاون مع رئيس الوزراء المكلف لتسهيل مهمته وبطبيعة الحال فان هذا الترحيب قد جاء بعد قراءة متأنية للواقع السياسي والامني في العراق، وماقد يؤول اليه هذا الامر في المستقبل على امل خروج هذا البلد من ازماته المتعددة وعلى وجه التحديد معركته المستمرة مع التنظيمات الارهابية بكل ماتمثله هذه التنظيمات من تحديات انية ومستقبلية .
ان هذا المنعطف الايجابي الذي يمر به عراقنا الحبيب علينا ان نستثمره وان نستثمر هذه اللحظات التاريخية النادرة لتحقيق اكثر من غاية وهدف فربما لاتتكرر مثل هذه الظروف واللحظات في وقت اخر ، ومن تلك الاهداف التي بات امر تحقيقها ضرورة ملحة هو توحيد الصف ولا سيما من مختلف القوى السياسية وخصوصا في القضايا المصيرية وماتمر به هذه البلاد من انعطافات تاريخية فعندما يكون الاستهداف مصيريا ينبغي ان تنحى باقي الخلافات جانبا كما يمكن ان يصبح هذا الدعم الداخلي والخارجي سلاحا معنويا جديدا يضاف الى اسلحة المقاتل العراقي لما يمثله من قوة دافعة ومؤثرة بيد هذا المقاتل وهو بلا شك بامس الحاجة اليه في مثل هذه الظروف التي تكالبت فيه قوى الشر والظلام من كل حدب وصوب لايذاء العراق ؟
لذا ، على الجهات والقوى السياسية ان تستثمر هذه الفرصة النادرة وهذه الالفة والتناغم بين رئيس الوزراء المكلف ومختلف هذه القوى المشفوعة بتلك الشرعية الدولية والمتمثلة بهذا الدعم والتاييد للعراق على الصعيدين السياسي والامني لتوحيد صفوفها ودعم الجبهة الداخلية خصوصا واننا نقف على اعتاب مرحلة اقل ماتوصف بانها مصيرية. كما على الحكومة المرتقبة ان تستثمر هذا الدعم الكبيرالذي تحصل عليه اليوم وان تجعله رقما صعبا في المعادلة الاقليمية والداخلية فما حصل ويحصل في العراق يمثل تحديا لكل القوى الوطنية وليس هنالك من يداوي جراح العراقيين غير العراقيين الوطنيين انفسهم مهما كانت التضحيات المطلوبة منهم وهم مدعوون للعمل المشترك لمواجهة التحديات بشجاعة ونكران الذات .
ان الحاجة تستدعي اليوم اكثر من اي وقت مضى حلفاً وطنياً جديداً يضع جميع القوى الفاعلة في المجتمع والتي من مصلحتها التغيير والاصلاح باتجاه تحقيق الاهداف الوطنية العليا في بناء دولة عراقية مدنية يعيش فيها الكل بحرية وامان ولا استثناء لأحد.