المنبرالحر

تلفون الحاج الطيب / قيس قاسم العجرش

حين يسعى سياسي كبير ومسؤول مهم الى ان يفصل نفسه عن الدولة التي يقودها (جزءاً أو كلاً) فإنه عملياً يحفر قبراً لسياسته، ستسير به الى أن يبرر كل الأشياء بالمشقلب!
الحاج الطيب رجب،زعيم جارتنا التي أتى عبرها 80%من "مجاهدي داعش" ولأنه يتّصل من هاتفه بجهات متعددة، فقد إكتشف مكتبه أن الشرطة التركية السرّية تراقب إتصالاته، والكلام للصحافة التركية.
بالحقيقة هم لم يكونوا يراقبون إتصالات الحاج لكنهم كانوا يراقبون هواتف أخرى كانت مشبوهة بعلاقاتها مع جهات تمّول سفريات الدواعش فأدّت بهم الى هواتف خاصة لأعوان أردوغان من موظفي مكتبه في نهاية المطاف.
ذات الصحافة المُعارضة لسياسات أردوغان نشرت قبل شهرين تقارير عن مستشفيات تركية خاصة تعالج جرحى من جنسيات مختلفة دخلوا الى تركيا بصورة رسمية وقانونية، لكن سلطة المطارات لم تسجّل أبداً اصابتهم بإصابات وجراح لحظة دخولهم بل إن الدخول لم يسجّل لأغراض العلاج أصلاً، فأين اصيب هؤلاء ؟!...
ذات الصحافة أيضاً نشرت تقارير تفصيلية عن تمويل شركات تعمير متعددة الجنسيات لنشاطات"خيرية" في محافظات تركية,,وماذا في ذلك؟!....لكن هذه "الخيريات" وثـّقت عنها الصحافة التركية المعارضة لأردوغان قيامها بنشاطات تدريبية لأعداد كبيرة من الشباب فيها..وبالمصادفة كان هؤلاء الشباب من جنسيات متعددة.
يعني لنتصور التالي: مائة شاب مثلاً يجتمعون في "خيرية" لرعاية الايتام ويمارسون تدريبات بدنية عنيفة في ساحات أعدتها"الخيريات" خصيصاً لذلك...ويصادف ان هؤلاء الشباب جميعاً ليسوا اتراك...وذلك يحدث في(غازي عنتاب)على مبعدة بضعة كيلومترات عن جرابلس السورية، الواقعة تحت سيطرة داعش حالياً.
الأشياء لا تجري بالصدفة، خاصة في منطقة تشهد أكبر صراع آيدولوجي دموي يدور الآن على سطح الأرض.
نحن لا نتحدث هنا عن عصابة لتهريب المخدرات او السلاح او الفستق، إننا نتحدث عن تنظيم عدمي قاتل هو الأخطر حالياً ومع هذا تجد الحكومة التركية وقتأً لتتفرج براحة وهدوء على منظر الرهائن المحتجزين الأتراك لدى التنظيم وهم يعودون بسلام وبلا حتى خدش واحد ويدّعي بعد ذلك السيد اردوغان أن الإفراج عنهم تم بعملية إستخبارية عسكرية غاية في السرية.
وفي الحقيقة لا شيء سرّي على الإطلاق، فقد ادرك الطرفان، داعشو وأردوغان أن الفرصة لتلاقي المصالح لن تأتي بسهولة مرة ثانية..والآن هم في طور التخادم المتبادل، فإلى أين ستصل هذه السياسة بالحاج الطيب؟.. ربما سيجيب التنصت على هاتفه عن هذا التساؤل البريء!