المنبرالحر

شيوعيون.. يرفضون الرشوة / منعم جابر

في احد ايام الاسبوع الماضي كنت جالسا في محل حلاقة منتظراً دوري والحلاق محسوب على احدى القوى المتنفذة في الدولة والحكومة وتحدث بحماس مبررا الاخطاء لاعناً الحاقدين واعداء المسيرة محملا اياهم كل شيء، عافيا جماعته وحزبه من اي مسؤولية ولكن بعض من الجالسين كانت لهم آراء اخرى. تواصل النقاش واشتد الكلام وارتفعت الاصوات ولكنها عادت الى الهدوء لقناعة الجميع بالحوار اساسا ولا مجال الا للحوار منطلقا لبناء العراق الجديد! وبينما الحلاق يواصل عمله دخل احد الاشخاص بمظهر متوازن ولباس مقبول وقال للحلاق: اني عندي شغل خمس دقائق وارجع ويجب ان يكون كرسي الحلاق فارغ حتى احلق وان كان هناك زبون فيجب ان يغادر! فأجابه الحلاق: تدلل ابو سجاد. وقبل ان يخرج ابو سجاد من محل الحلاقة دخل اثنان من الزبائن ويبدو انهما اصدقاء لأبي سجاد، وجرى السلام والكلام.. وهنا سأل ابو سجاد القادمين الجدد: ها اخباركم.. وين صارت مقاولتكم؟ اجابه احدهم: ياهو؟ قال ابو سجاد: المقاولة مال كسرة وعطش! أجابه الآخر قائلا: والله ما جاي ترهم.. وهذا الموظف معاند! اجابه ابو سجاد: يابه قنعوه.. اتفقوا وياه! اجابه صاحبه: يابه هذا ما يقبل..طلع شيوعي ويكول، اني مبادئي وقيمي ما تقبل الرشوة واني ضد الفساد. واضاف: وچماله كام القى علينه محاضرة بالوطنية وظل يتفلسف علينه. هنا انبرى ابو سجاد قائلاً: اذا ما يقبل يتعاون.. قتلوه..! قالها بدم بارد وكانه يتحدث عن حيوان! خرج ابو سجاد من محل الحلاق بعد ان قدم وصيته الذهبية " بقتل هذا المواطن لانه يرفض الرشوة.
هنا هدأ المحل وسكت الجميع إلا واحداً من الجالسين كان شيخا تجاوز السبعين، قدم نفسه معلما متقاعدا حيث قال: يقول البعض بأن الشيوعيين "كفار" ويقول البعض الآخر انهم "عملاء للاجنبي" والبعض يقول انهم "امميون" لا يحبون وطنهم! ولكني اسألكم: منذ سقوط الدكتاتورية حتى الساعة تجد الشيوعيين في كل مكان وزراءهم انظف الوزراء وموظفوهم انزه الموظفين لا رشوة ولا سرقة ولا اختلاس. ولا ميليشيات. واضاف هذا الشيخ التربوي قائلا: ايها الناس ايهما اصلح لحكم المجتمع حاكم نزيه يخدم الوطن وابناءه بأمانة واخلاص أم حاكم يدعي التدين وهو يسرق الناس حقوقهم ويبيع الوطن من اجل حفنة من الدولارات؟ سكت الجميع الا شاب في الثلاثين قال: من يخدم الناس بأمانة وشرف والحق ان تعدل ما بين الناس وتنشر المحبة والوئام والسلام بين البشر وهذه هي ارادة الله.هنا عاد الشيخ قائلا: لقد قدم الشيوعيون نماذج من الوزراء وكبار الموظفين الذين حرصوا على المال العام وحافظوا عليه ووقفوا ضد الفساد والسرقة والرشوة مقتنعين بمواقفهم هذه.