المنبرالحر

عقد فاسد / قيس قاسم العجرش

انتهى عهدٌ فاسد في مصر، وهو يـُـنبئ بنهاية مُماثلة (وإن كانت ابطأ) لبُـــنية الأنظمة الآيدولوجية في المنطقة.
الأنظمة التي تظنّ ان القدر وإرادة السماء هو من أتى بها الى السلطة.
الفرق أن هناك في مصر مؤسسة إسمها الجيش كسرت مومياء الديمقراطية (او ما تبقى منها) لصالح منح الناس فرصة التصحيح.
الآن تختلف الدول الغربية في تعريف ما حدث في مصر، مرّة يقال انه انقلابٌ مكتمل الاركان ومرّة يقال أنه تصحيح للديمقراطية الناشئة لكن بآلية عسكرية.
لكن الموضوع برمته يحتاج الى وقفة إدراكية من الشعوب.
بالأصل كان هناك عقد بين الحاكم والناس على ان يتولى الحكم وفقاً للدستور ووفقاً لتوصيفات معينة يرسمها الدستور.
لكن الناس وجدت أن دستورها العزيز (كما وجدنا نحن في العراق) قد تحول الى كتيب ارشادات المستهلك.
يمكن ان نحصي على حكومتنا تعيين المئات من رجال السلطة (وليس رجال الدولة) لإدارة مرافقها دون الرجوع الى البرلمان كما يقتضي النص الدستوري.
يُمكن الآن ان نـُحصي على حكومتنا (المُهللة لسقوط مرسي) اربعة وخمسين مادة دستورية لم تلتزم بها الحكومة .
ومثل هذا العدد من المواد الدستورية العراقية ينتظرُ قوانين خاصة كي تشرّع ويجري تفعيل ما اراد مشرّع الدستور من وضعها.
لكن الحكومة لم تقدم هذه القوانين.
لم تقدم ولا حتى قانوناً واحداً يتعلق بالباب الثاني وهو الباب المكرس للحريات.
فوق هذا، احتكرت السلطة لنفسها حقّ تقديم مشاريع القوانين وسلبت من مجلس النواب، في ليلة لم يشرق بها الدستور، قدرته على تقديم النصوص التي تنظم عمل السلطة ابتداء في سابقة تشكل لوثة في تاريخ القضاء العراقي ورأي المحكمة الدستورية كما وصفها بعض النواب و نشطاء حقوق الإنسان حينها.
المهم أن العقد لدينا، كما في مصر: قد اصبح فاسداً ... طالما لم يلتزم الطرف الواجب عليه التطبيق بما أوجب عليه الدستور.
العقد فسد حتماً ، لأن دستورنا معطل، واقعاً ........ وفيه ابواب كاملة لم يجر التطرق لها ولا التفكير بها حتى ومازالت تنتظر.
لكن لم يفسر لنا احد من الحكوميين لماذا تشمت وسائل الإعلام العراقية الحكومية بسقوط مرسي؟.....اليس الأولى أن تنظروا الى التشابه فتتعظوا منه .