المنبرالحر

ميدان التحرير..... ساحة التحرير!! / ئاشتي

استميحك العذر يا حزني، فقد ارتوت روحي بفرح لا يدع مجالا لبصيص من خيالاتك المتوارثة في كل خلجاتي، كي ترتسم على قسمات وجهي مثلما تعودت ذلك من قبل، هذا الفرح جعلني أمشي على الماء وأتنفس ألضوء لا بل وأتغذى من رائحة الياسمين العابق من جدائل الفتيات، فرح بحجم الكون، رمى شباكه على كل الارواح الطيبة ليخبرها من أن الإرادة تذيب في حلقاتها اكثر المعادن صلادة، فرح يبدو للوهلة الأولى مفاجئ ولكنه في الحقيقة فرح معتاد استحداثه، يرمي بكل هالته على العيون، فتخضر فيها أمال أيام قادمة لا ريب، قادمة تحمل بين طياتها انشودة فجر تغنى به سيد درويش، صاغ له لحنا قبل أن يولد من جديد، وهذه المرة لا ولن يخفت صوت الديك، سيعلو ويعلو في الصباح المحلى بالشمس، كان ذلك في ميدان التحرير، هذا الميدان الذي صار انموذجا لكل من يريد أن ينعتق شعبه من سورات الظلام، وقد أردنا ذلك قبل عاميين ولكن هذه الـ"لكن" أكبر من حقوق شعبنا.
استميحك العذر يا حزني، فقد ارتوت روحي بفرح لا يدع مجالا لبصيص من خيالاتك المتوارثة في كل خلجاتي، وصرت استحي أنا العراقي الذي يتندر البعض عن حرارة دمه، وهيجان روحه في رفض الحكام، اقول صرت استحي حين اتذكر قبل عامين حين تولدت فكرة ساحة التحرير، لا لشئ سوى للتصحيح وليس للتغيير تصحيح مسار حكومة موغلة في الفساد، حكومة موغلة في انعدام كل مستلزمات الحياة ألعادية لم يتظاهر حينذاك سوى بعض الحريصين على هذا العراق، كان ذلك في ساحة التحرير!! بينما في ميدان التحرير لم يتطلب الأمر سوى عشرة أيام، كي يخرج إلى هذا الميدان الملايين وتغدو هذه الثورة التي قاعدتها الشباب رمزا لكل الشعوب الرافضة لأنظمتها، والمفارقة الأكثر وضوحا هي، لم يمر عاما على حكم المرسي حتى اكتشف الشعب سواءته، بينما نحن مر على الحكم حينذاك سبعة أعوام ولا يزال يرفل في الفساد والتخلف، فمتى تتحول ساحة التحرير إلى ميدان التحرير، من أجل أن يعلو صوت التصحيح؟
استمحيك العذر يا حزني، فقد ارتوت روحي بفرح لا يدع مجالا لبصيص من خيالاتك المتوارثة في كل خلجاتي، سيما والشاعر امبرتو اكابال يبعث مسببات هذا الفرح في الروح، عسى ولعل أن لا ينسى الحطب أنه كان شجرا.
(النار جاثية
تطفئ حزن الحطب
تنشده
غناءها الحماسي
الحطب متقدا
يستمع بشغف
حتى ينسى انه كان شجرا)