المنبرالحر

الترقيم وعلاماته في الكتابة (1-2)/ ريسان الخزعلي

يعاني الكتّاب في الصحافة اليومية إهمال علامات الترقيم المثبّتة في كتاباتهم عند النشر, حيث يتم التعامل معها وكأنها زائدة وليست ضرورية،وبذلك تبدو الكتابات المنشورة خالية من الترابط في حالات ليست بالقليلة. والترقيم يعني وضع علامة خاصة أو اشارة اثناء الكتابة لتقسيم اجزاء الجملة الواحدة؛ وكذلك فصل الجُمل وتمييز بعضها عن بعض. ومن المتعارف عليه في الكتابة عالمياً حين يتقرر نشر الموضوع في الصحيفة؛ يفخر الطبّاع أو المنضد، بأنه حافظ على شكل كتابة الكاتب كما كتبها، وليس العكس. وقد يتم تجاوز علامات الترقيم في النص النثري: مقالة، دراسة، تحقيق، لقاء، من قبل القارئ العادي ولا يشعر بفرق ما في المعنى والدلالة. إلا أنها في النص الشعري، وبخاصة عندما يكون مبنياً على وزنٍ معين؛ فأن الأمر يختلف كثيراً، حيث ان علامات الترقيم والفراغات والتنقيط؛ هي جزء من بناء النص، تدخل في تشكيله بصرياًً وترابطياً.
في هذه الاشارة سأوضح طبيعة استعمال علامات الترقيم تعميماً للفائدة؛ مستنداً في ذلك الى الكثير من المراجع الخاصة بالموضوع ومن بينها كتاب «الخطأ الشائع للاستاذ شاكر العادلي».
* النقطة (.) توضع في نهاية كل عبارة وكل جملة عند تمام المعنى، ويسكت عندها القارئ سكوتاً تاماً يحسن معه التنفس.
* الفارزة (،) حيث يسكت القارئ عند الفارزة سكوتاً قصيراً جداً لا يحسن معه التنفس، وتوضع في المواضع الآتية:
- بين أقسام الشيء وانواعه، كقولنا: الأفعال ثلاثة: الماضي، والمضارع، والمستقبل.
- بين الجمل القصيرة المتصلة المعنى التي يتركب من مجموعها كلام تام الفائدة، ولو كان كل منها لغرض مستقل، مثل: الصناعة تدعم اقتصاد الوطن، فيرقى شعبه، وتتطور ثقافته، ويتحقق ما نرجو من الخير.
- بعد المنادى، مثل: يا أيها الشيوعيون، وصفكم الشعب بأنكم أصحاب الأيدي البيض.
* الفارزة المنقوطة (؛) ويسكت القارئ عندها سكوتاً متوسطاً يجوز التنفس معه وتستعمل في المواضع الآتية:
- بين الجمل الطويلة التي يتركب من مجموعها كلام مفيد، مثل: نحب العراق غاية الحب؛ لانه وطننا العزيز؛ ووطن الآباء والأجداد؛ وموطن الحضارات الاولى.
- بين كل جملتين تكون إحداهما سبباً للأخرى، مثل: كان المناضل سلام عادل وفياً لوطنه وشعبه وحزبه؛ فقد ضحّا من أجلهم.
* النقطتان الرأسيتان (:) توضعان في المواضع الآتية من الكلام:
- بين القول والكلام المنقول او المقول وما يشبه ذلك في المعنى، مثل، قال ماركس: الانسان اثمن رأسمال.
- بين الشيء وأقسامه او انواعه لغرض الشرح والتفسير، مثل، حالات المادة ثلاث: السائلة، الغازية، الصلبة.
* علامة الاستفهام (؟) وتوضع في نهاية الجمل المُستفهم بها عن شيء، مثل: هل صدرت جريدة «طريق الشعب» في هذا اليوم؟ مَن كتّابها؟... (يتبع) وبعد ان اثقلت رأس مستمعي، بموضوع الترقيم وعلاماته، علق بالعراقي:
«يا خويه شنهي هالرطينه؟ النوب طلعت الفارزة والنقطة والفراغ والتنفس شعر، شو چنه نقرّه او نحفظ المعلّقات من غير هاي البلاوي..!»