المنبرالحر

آه... يا بلد (٤)... مجلس النواب وكرامات سيد عون / مازن العاني

تذكرت قصة الاختصاصي النطاسي في معالجة العلل النفسية والعصبية سيد عون وانا اقلب في تقرير، يبدو انه مسرب من داخل مجلس النواب، يتناول حالة العبث والهدر المالي اللامعقول الذي يمارس داخل مؤسسة يفترض انها تضم ممثلي الشعب
التقرير هنا لا يتحدث عن الرواتب والمخصصات والرواتب التقاعدية الفلكية لاعضاء المجلس، التي لاتزال عصية على التغيير رغم الاحتجاجات والمطالبات الجماهيرية الواسعة، لان لسان حال اغلب النواب يقول: جاءت رواتبنا هكذا عالية لتبقى، ومن لا يعجبه الحال فليذهب ويشرب البحر، وان لم يستطع فليبلطه، وان لم يستطع فليصمت، وذلك اضعف الايمان.. ! .
ببساطة التقرير يوضح عينة من ظاهرة العبث والاموال المعبوث بها المستشرية في الغالب الاعم من وزارات الدولة ومؤسساتها.
إليكم بعضا مما ورد فيه:
- هنالك 14,800 منتسب للحمايات من جميع الدورات معنيين بحماية اعضاء مجلس النواب. هولاء ، الحقيقيون منهم والفضائيون، تبلغ كلفتهم 52 بالمائة من مجموع موازنة المجلس. اي قرابة 156 مليار دينار من اصل 315 مليار دينار تشكل مجموع الموازنة المالية للمجلس لعام 2014 .
- هنالك 550 سيارة تابعة للمجلس كمؤسسة، موزعة على المنتسبين الاداريين بطريقة عشوائية غير مفهومة، وتتجاوز تكاليف تشغيلها ملياري دينار سنويا.
- تبلغ مخصصات الموفد الى خارج العراق من اعضاء مجلس النواب (مصرف جيب) 600 دولار يوميا، و 150 دولار للموفد داخل العراق، عدا اجور النقل والاقامة التي يتحملها المجلس.
- يعمل في مقر المجلس قرابة 2500 موظف ومتعاقد وذوي اجور يومية، 70 بالمائة منهم لا يحملون شهادات جامعية اولية (بكالوريوس). فضلا عن مكاتب عديدة في المحافظات تضم اعدادا اضافية من الموظفين. هذا العدد الكبير هو اكبر بكثير من المهمات والحاجات الفعلية للمجلس ويتناقض مع مبادئ الكفاءة والنزاهة والاداء العملي السليم.
مصيبة مجلس النواب ذكرتني بحكاية صاحب الشفاعة والكرامات سيد عون، الذي ذاع صيته بين سكان مدينته، باعتباره متخصصا بشفاء المرضى المصابين باضطرابات نفسية وعقلية. وحين دخل الجن في جسد شاب من المدينة بذلت امه المستحيل من اجل اقناعه بالذهاب الى سيد عون لاخراج الجن، غير ان الشاب ظل معاندا ورافضا لطلب امه ، دون اشارة لسبب مقنع لهذا الرفض. ذات يوم وبعد الحاح شديد من الام لانت عريكة المريض وسأل والدته؛ لماذا هذا الالحاح والاصرار على الذهاب الى سيد عون؟، شعرت الام بارتياح وانبسطت اساريرها واجابت على الفور؛ انت مريض ومدينتنا كلها تشهد بشفاعة السيد وقدرته على شفاء المسودنين،، وبعفوية وبراءة، نادرا ما تجدها عند الاخرين من غير الاطفال والسكارى والمجانين، سال الابن والدته: طيب المسودن ياخذو لعون، اذا عون تسودن وين ياخذوا.. ؟! ارتعبت الام من رد ابنها، وراحت تردد دستور يا اسيادنا دستور.
وانا ايضا اقول واردد: طيب يا حماة الدستور, اذا كانت الجهة الرقابية الاولى في البلد، المؤتمنة على الشعب وامواله، تستخف بثرواتنا وتستهتر باموال الشعب وفقرائه بهذه الطريقة العابثة، فهل هناك من سيلوم الملايين من المكتوين بنار الفساد حين ينفجر غضبها ، وتتعالى اصوات رفضها في تظاهرات واحتجاجات صاخبة لقلب المعادلة في وجوه العابثين ومنعهم من مواصلة سرقة اموال الشعب، واحالتهم الى القضاء ليقول كلمة حق وعدل بشانهم ؟!