المنبرالحر

2015.. عام للعمل والامل !/ محمد عبد الرحمن

عام 2014 يلملم اوراقه ويتهيأ للرحيل ، والناس في كل مكان تستعد لاستقبال القادم الجديد 2015، فيما الامنيات تتفاوت الى درجة كبيرة وحادة في عالمنا المضطرب والمتناقض .فهناك من يحلم فقط بان يبقى على قيد الحياة وان لا تمتد ايد مجرمة ، مهما كان عنوانها وموطنها، لتحرمه من هذا الحق ، والاخر يريد ان يشرب الماء الصالح للاستهلاك البشري ، والثالث همه الاول ان تتخلص بلاده من" ايبولا" ، فيما الرابع يريد ان ينتقل الى منتجعات الجزر الاسبانية او سويسرا لقضاء ما تبقى من العمر بعد التقاعد ، اما الخامس فهو طموح جدا هدفه ان يكون من اوائل ساكني المريخ .
فاين نحن من كل هذا في عراقنا المبتلى وابناؤه يئنون تحت ثقل ما تراكم من هموم ومشاكل؟ . فعام 2014 كان بحق ثقيلا على العراقيين جميعا ولكن المناطق التي ابتليت بداعش الارهابي دفعت ضريبة كبيرة وما زالت، فآخر "انجازات" داعش مثلا هو التجنيد الالزامي في صفوفه لمن كان قادرا من اهالي هيت على حمل السلاح والا فالعقوبة جاهزة : 80 جلدة !.
والناس في عراقنا المتطلع الى الحياة الطبيعية والامان والاستقرار بالرغم من المحن والنوائب ، يعيشون وسط تراكمات عديدة ومنها تركة الحكومة السابقة التي ابت ان تتنحى عن الحكم الا و40 بالمئة من مساحة بلدنا محتلة تعبث بها قطعان الارهاب الاسود ، كما تعهدت الحكومة الراحلة ، غير مأسوف عليها، لنفسها بان لا ترحل عن كرسي السلطة الا وتترك خزينة الدولة خاوية ، فيما الخزائن الاخرى ممتلئة بالسحت الحرام والمال العام المنهوب .
على ان النصف الثاني من عام 2014 حمل الينا اشياء جديدة ايضا. فبعد تشكيل الحكومة الجديدة ، والظروف التي واكبت عملية ولادتها ، انتعشت الامال من جديد في الزحف الى مرحلة تصان فيها حياة العراقيين و يوقف العبث اليومي بارواحهم . وانفتحت " كوة " يراد لها ان تكبر وتتسع ، فهو المرتجى للعبور الى شاطىء الامان. وهناك ما يعزز بصيص الامل هذا عبر العديد من الاجراءات والمواقف .فقبل ايام قلائل ، على سبيل المثال لا الحصر ، تم اطلاق سراح 10 الاف مواطن لثبوت براءتهم .وهنالك 12 قضية تحت النظر الان . فليس محقا من طالب باطلاق سراح الابرياء ؟ وطبعا لم نعرف اسباب اعتقال هؤلاء ، ولم تقل لنا السلطات القضائية شيئا عن المدد التي قضاها هؤلاء في السجون ، بدون وجه حق ، بعيدا عن عوائلهم التي عانت غيابهم .
على انه لابد من القول بان المخاطر مازالت محدقة وهي عديدة ، وان العراق مازال يسير على السفود ،ولكن الامل ، كل الامل في ان يكون عام 2015 بحق عام الناس .. عام الجماهير المستعدة لاقتحام السماء من اجل حقوقها ، والحفاظ على وطنها وحمايته من اعدائه الداخليين والخارجيين، وان تغدو " الكوة" فضاء واسعا تفتح فيهآ افاق الحياة الحرة والكريمة والآمنة .