المنبرالحر

"البطل" الخائن.. ومحكمة الشعب / د. محمود القبطان

ما هو حكم القضاء والشعب لمن هرب من الجيش وارض المعركة؟
يكتب إبن ألأثير: في عهد الخلفاء الراشدين. تنزع عمامته ويقام للناس ويشهر أمره. وأضاف مصعب بن الزبير عندما حكم العراق. ما هذا بشئ، وأضاف حلق الرؤوس واللحى. أما الحجاج فقال: اضرب عنق من يخلو مكانه في الثغر. وابتكر بشر بن مروان طريقة التسمير حيث يرفع الهارب عن الارض ويسمر في يديه مسماران في حائط فربما مات وهو مسمر وربما خرق المسمار كفه فسلم!!#
أما في حالة الخونة الذين سلموا الموصل؟؟
تتكاثر الحكايات والقصص حول تسليم الموصل ومن يقف وراء ذلك العمل الجبان ومن هرب ولماذا، وهل كان في العراق جيش حقيقي أم جيش ورقي في تلك المناطق وغيرها؟
وعلى مدى ثلاثة ايام بثلاث حلقات قدم الاعلامي نجم الربيعي محاكمة اعلامية بوزن ثقيل وجلس امامه الفريق الركن مهدي الغراوي ، والذي اصيب بشلل في وجهه بسبب الضغط النفسي، وعلى مدى ثلاث ساعات وما قاله الغراوي يغلب عليه الحماس والعاطفة والألم ويبدو للمستمع انه قال الحقيقة والمسؤول الأول عن هذه الانتكاسة هو في الدرجة الأولى علي غيدان، اضافة الى باقي الرهط ابتداء من القائد العام للقوات المسلحة ونزولا الى بعض الضباط في الفرق والالوية بالرغم من تأكيد الغراوي على غيدان بالدرجة الاساسية.
المؤلم ان يجلس غيدان وقنبر أمام اللجنة البرلمانية التي يرأسها حاكم الزاملي(كتلة الصدر) ويجلس على يمينه عمار طعمة(كتلة الفضيلة) وآخرون والفريق الركن المتقاعد علي غيدان في احلى ملابسه مع زميله قنبر وكأنهم في سفرة لوفد حكومي في الخارج والابتسامة على وجه غيدان وكأنه دحر داعش، كما يظهر في الفضائيات، وكأن الامر لا يعني أكثر من استضافة لابعاد الشبهات عنهم .اللجنة البرلمانية هذه هي طائفية بامتياز وليس من حق البرلمان ان يحقق في مثل هذه الامور التي هي اعلى من سلطاته وهو خيانة الوطن وليس اقل من ذلك ولذلك المحكمة العسكرية هي التي يجب أن تتولى اكتشاف الحقيقة لتدين من هو المسؤول وتبرأ من هو برئ. اتركوا اللجان التحقيقية التي يشكلها البرلمان لانها لا تصل الى نتيجة ،ومثال على ذلك لجنة تحقيق بشأن جريمة سبايكر والتي لم تصل الى شيئ ولم تعرض اية نتيجة للشعب ولأن المحاصصة الطائفية فاحت رائحتها الكريهة منها كما في كل اللجان التي سبقتها.
المالكي كان يعرف إن غيدان كذاب وقال للغراوي انه يعرف كذلك ولكن سوف يستثمر الوقت لاجراء حاسم ولكن كعادته لم يتخذ اي قرار، ويرجع للمربع الاول وهو يحتفظ بملفات على اكثر من شخص للضغط وليس للتغيير من اجل الوطن. هذا بحد ذاته خيانة كبرى للوطن. لقد سأم العراق وشعبه من تجاوزات المالكي بهذا الشأن ولنا في حكاية الهاشمي والعيساوي وآخرين قصص يعرفها المالكي ويحتفظ بها للمساومة، سواء صحت ادعاءاته أم لا. وفي محاولة لتبرير فشله العسكري وقيادة القوات العسكرية يصرح على فضائيته بان العراق يملك جيشا قويا!!"لعد منين اجت الهزيمة"؟ القائد العسكري لا يتوسل السلاح أو التسليح وانما على القيادة العسكرية ان توفر ما يلزم لدحر الارهابيين والقتلة وان لا تذهب مليارات الدولارات هباء في دهاليز البنوك الاجنبية وتبقى القوى المتصارعة للتشهير برشاوى يأخذها هذا أو ذاك من افراد الوفود التي تشترك بشراء الاسلحة. مثال: عندما انكشف فساد الصفقة الروسية للاسلحة اتخذ بوتين قرارا بتنحية قواد في مؤسسته العسكرية ولكن ماذا اتخذ المالكي وقتها؟ لا شيئ لأنه مكبل الايادي بسبب اشتراك افراد من كتلته بفساد تلك الصفقة.. والنتيجة العراق لم يستلم وقتها اية"تفگه"الى أن تم احتلال الموصل وباقي الثلث من اراضي العراق على يدي داعش الارهابية. ومن ثم جاء الفرج بضربات التحالف الدولي ووصول بعض الاسلحة من هنا وهناك وان كانت مستعملة.
وهناك مكتب القائد العام للقوات المسلحة والذي كان يديره الفريق الركن فاروق الاعرجي والذي كان من المفترض ان يكون الحلقة مع دولة الرئيس لايصال المعلومة العسكرية الصحيحة لدولته الضائعة ولكن الاخير كما باقي القواد اشترك مع غيدان في تلفيق المعلومات. غيدان في احدى الاتصالات يقول لاحد ضباطه :دبر امرك بنفسك قابل آني اجي بمكانك!! في الوقت لا سلاح ولا عتاد يتدبر امره بماذا؟ قوات منهزمة وفي معظمها فضائية كيف يمكن لضابط ان يتدبر امره لمواجهة العدو؟ هل غيدان ضابط دمج أم ضابط حرفي سابق؟ ماذا كان سوف يفعل به صدام في هذه الحالة؟ الجواب عنده ولا يحتاج لقارئ كف..
كما إن محاولة ،مقصودة أم لا من العبادي، في إلقاء كلمة بمناسبة انتهاء الاحتلال الامريكي يشيد بالمالكي بإنهاء الاحتلال ومن ثم القاء المالكي كلمة بعد العبادي يفسر بتبرأة المالكي من جريمة احتلال ثلث اراضي العراق على يد داعش الارهابية وهذه قضية سوف تكون ضد العبادي وخطواته الجريئة في التغيير، لان المالكي سوف لن ينسى ما مر به وعليه في التخلي عن الولاية الثالثة وسوف يضرب العبادي في اي وقت يسمح له. بالمناسبة من المتعارف عليه في كل مكان الاحتفالات بمناسبة كبرى تكون في 5 او 10 أو 20 أو 25 وليس 2 أو 3 اعوام.
السؤال الأخير الذي اوجهه للفضائية البغدادية: الربيعي قدم نموذجا وطنيا في محاكمة العصر اعلاميا وامام الناس، لكن كيف حصلتم على التسجيلات الصوتية للمكالمات بين الضباط وعلى مختلف الدرجات؟؟
واخيرا: على الادعاء العام العسكري أن يقدم كل من كان في المسؤولية الى القضاء للمحاسبة وليس هناك مجال للتواطئ والمحاصصة أو أي اعتبار حزبي أو طائفي. لان الجيش يجب أن يعاد تشكيله على اسس وطنية وحرفية والحكم عليهم كما قال الحجاج بشأن من يخلو مكانه في الثغر.
#هادي العلوي في المستطرف الجديد، مختارات من التراث ص21