المنبرالحر

هدر المال العام من بركات الديمقراطية !! / سلام خماط

لا يختلف اثنان من ان النظام الديمقراطي هو نظام الحكم الامثل الذي ياتي عن طريق صناديق الاقتراع والذي يمثل فيه التداول السلمي للسلطة اهم مفاصله ،لكن اغرب ما في الامر ان الطبقة السياسية او ما يعرف بالنخب السياسية والتي عاش اغلبها في دول ديمقراطية قبل سقوط النظام الدكتاتوري السابق لم تترسخ لديهم مفاهيم الديمقراطية المتمثلة بقبول الاخر المختلف اضافة الى تهميش المثقف الذي يعد الاساس في تكوين الوعي المجتمعي حتى تضاءل الامل واصيب بالاحباط بسبب الفوضى العارمة التي عمت الدولة منذ عام 2003 الى الان مما زاد من توجس المثقف من استمرار تغليب المصلحة الشخصية او الحزبية او المناطقية على المصلحة العامة ، فتحولت صناديق الاقتراع من صناديق انتخاب الى صناديق صراع على المناصب واقتسام الغنيمة الامر الذي اثر سلبا على هذه التجربة الديمقراطية الناشئة والتي كانت عبارة عن حلم طالما راود العراقيين ، لقد اكدت الوقائع على الامتيازات هي الهدف الوحيد للطبقة السياسية ( السلطة العامة ) والتي تجاوزت كل الحدود حتى تسببوا انهيار الاقتصاد العراقي الذي وصل فيه العجز في ميزان المدفوعات الى اكثر من 25 ترليون دينار بسبب الانفاق الغير مسؤول والهدر الغير مبرر للمال العام ، فتصريحات النائب ماجدة التميمي قد جعلت الكثير من العراقيين في حيرة من امرهم عندما اعلنت في مؤتمر صحفي لوسائل الاعلام من ان مكتبي نائبي رئيس الجمهورية قد خصص لهما مبلغ 23 مليار دينار لتأثيثهما ، دون ان يفتح تحقيق في هذا الامر، فيما اتخذ كل طرف من الأطرف بكيل التهم للآخر من خلال التراشق الاعلامي والتسقيط السياسي لكل منهم ، وبهذا اصبح الدخول او الترشيح للانتخابات للفوز بمنصب من هذه المناصب من اهم بركات الديمقراطية .