المنبرالحر

هذا ما جرى في "جدول عكيل" / راهي مهاجر خضير


ورد في "نشرة الغموكة" ، تقارير وشهادات بشأن انتفاضة هور الغموكة، استعرضت نضال الشيوعيين في تلك المرحلة من مراحل الحزب الشيوعي العراقي النضالية في مناطق عدة من العراق ومنها منطقة العكيل.
غير أن ما نشر لم يتطرق بشكل وافٍ، إلى نضالات الشيوعيين في "منطقة عكيل" بقضاء قلعة سكر في ذي قار، التي عشت تفاصيلها، حيث كنت مسؤولاً عن تنظيم الحزب في القضاء.
كان نشاط الشيوعيين في تلك الفترة يتمركز في الريف، وخاصة في مناطق قلعة سكر، الشطرة، الحي، الفجر. و كان من ابرز الكوادر التي كانت تقود العمل الرفاق: الشهيد ابو محيسن (صالح أحمد العبيدي) من أهالي الموصل، والشهيد مصطفى ظاهر (ابو جاسم) من الموصل، والشهيد طارق علي السبهان من مدينة الغراف/ الناصرية بالإضافة إلى عدد من كوادر الحزب من أبناء المنطقة ، منهم الشهيد مزهر هول ، زاير بطي ، جرو كريم ، الشهيد صاحب علي من الكرمة ، وعبد صيهود ، بالاضافة الى الشهداء في معركة عكيل
في حينها كان نشاط الحزب ملحوظا لدى الناس، وترك تأثيره على المدينة بشكل واضح، حيث كان الرفاق يتحركون على شكل مجاميع يجوبون الريف وهم مسلحون ، بالإضافة إلى دخول بعض الكوادر مثل (ابو محيسن، ابو جاسم، طارق علي سبهان) الى المدينة لقيادة ومتابعة العمل الحزبي وتكليف التنظيم بالقيام ببعض الفعاليات مثل خط الشعارات وتوزيع المنشورات ومن هذه الفعاليات:
وفي عام 1969 تم تكليفنا بخط شعارات تطالب بإيقاف القتال في كردستان، وتشدد على تعزيز الأخوة العربية الكردية. وفعلاً تم انجاز المهمة وقد أحدثت صدى واسعا في عموم المحافظة، ما إثار الرعب والخوف في صفوف البعثيين، الذين قاموا باعتقال 16 رفيقا وصديقا للحزب ، وكنت بينهم حيث أمضيت شهرا تقريبا خلال تلك الفترة.
ومن الفعاليات التي حصلت قيام مجموعة من الرفاق في الريف بضرب بيت المسؤول البعثي آنذاك، الذي يدعى مالك فرهود بالبنادق (دگة) حيث ولى هارباً من المنطقة. لقد كان نفوذ الشيوعيين في ريف بعض مدن محافظة ذي قار كبيرا، ولم يتجرأ البعثيون على الوصول إليهم.
بعد المؤتمر الثاني للحزب عام 1970، وبسبب تقييم المؤتمر لانقلاب 1968وطبيعة السلطة ، قام البعثيون في السلطة الذين كانت تحركهم المخاوف من اتساع نشاط الحزب ، بحملة من الاعتقالات ضد كوادر الحزب ورفاقه، واستعانوا للوصول الى الريف ببعض المجرمين الهاربين ممن يسكنون القرى ، وذلك بالعفو عنهم واعطائهم المبالغ والسلاح وتجنيدهم ضد الشيوعيين. وقد نجحت هذه الأساليب في اختراق الريف والقيام بعدد من "الزرگات"، حيث حصلت مواجهات بين رفاقنا والأجهزة الأمنية.
ومن ابرز هذه الأحداث:
* في بداية عام 1971 قام البعثيون والأجهزة الأمنية يرافقهم عدد من المجرمين، بالإغارة على بيت الرفيق جابر سيف (ابو عادل) في منطقة "أم الگطه" في ريف قلعة سكر. وحصلت مواجهة مسلحة، حيث قاوم الرفاق ببسالة هؤلاء المرتزقة وعلى أثرها استشهد الرفيق مصطفى ظاهر وانسحب بقية الرفاق.
* في العام نفسه ، وتحديداً في 7/9/1971 حشّد البعثيون قواهم الأمنية والحزبية من الناصرية وواسط، وتحت ستار الليل تقدموا باتجاه بيت الشهيد صعيب، حيث كان يعقد اجتماع موسع للرفاق من محليتي الناصرية وواسط. وبعد تطويق البيت دارت مواجهات ضارية بين الرفاق والأجهزة الأمنية استمرت ساعات عدة ، استشهد على اثرها الرفاق: صالح أحمد العبيدي (ابو محيسن) وهو من الكوادر المتقدمة و جوار ثجيل وماهر عليو ي وصعيب و خيري جاهل، حيث جرح في المعركة ومن ثم تمت تصفيته بالاضافة الى رفاق آخرين. وخرج من المواجهة عدد من الرفاق واعتقل آخرون ، وعلى اثر ذلك قامت الاجهزة الامنية باعتقال عدد من الرفاق والاصدقاء.
* بالرغم من تأثيرات ذلك على معنويات التنظيم الحزبي وأصدقاء الحزب في الريف والمدينة. فقد كان لتلك الاحداث صدى واسع في عموم العراق، حيث تحدثت عنها صحافة الحزب والصحف الأخرى، وقد أصبح هؤلاء الشهداء مثالا في المنطقة للتضحية ونكران الذات. وبالطبع خيم الحزن واقيمت المآتم في المدينة و منطقة عگيل التي كان اهاليها يكنون للشهيد ابو محيسن وللشهداء ابناء المنطقة (جوار، ماهر، خيري، صعيب ،صاحب علي) احتراما وحبا كبيرين .