المنبرالحر

الموازنة.. أعمى لا يريد أن يبصر !؟ / ئاشتي

«1»
تستغفر حزنك وتضيع في أخبار القتل المتواصل أو ما يسمى الدم العراقي المراق هدرا، دم على بوابات المدن التي تحتلها قطعان هي في حقيقتها أقرب الى مفهوم الانتماء المنفلت في القتل والجريمة، فالوطن ينزف دماء شمالا وغربا ولا يملك لحظة للتنفس بهدوء، وكأن قدره هو أن يبقى رهينة القتل اليومي المتواصل، حيث لا أفق مرسوماً للأمل ولا بارقة لفرح يؤشر لحالة من الأمان، كل شيء يتوارى خلف زوايا الحزن اليومي، حزن على العيون، حزن على الأبواب، حزن على الطرقات، حزن على اكف الأطفال، ولاشيء غير أن يلف السواد واجهات المساجد لتعلن أقامة الفاتحة على روح الشهيد الفلاني، لافتات بلون البؤس العراقي، لافتات بلون الكلمات العراقة التي فقدت بريق الفرح واكتفت أحرفها بموسيقى الحزن الدائم.
«2»
كل يوم تكتشف منبعا للحزن يجري بين بيوت ابناء وطنك، كل يوم تشرب من نهر الحزن الذي يجري بين بيوت وطنك، كل يوم تغرف من بحر الحزن الذي يحيط بكل مدن وطنك، تحاول جاهدا أن ترسم لحظة للفرح على شفتيك وأنت تنظر إلى زهرة عراقية ترغب أن تستقبل شمس الصباح، ولكن هيهات مادام هناك الذين لا يرغبون في رؤية أشعة الشمس الصباحية، لأن الشمس بالرغم من كل إغراء دفئها فإن أشعتها تكشف كل الزيف العالق بأجفان من يسرقون الجمال لأنهم لا يطيقون رؤية شعاع الفرح.
«3»
( لا احد أعمى من الشخص الذي لا يريد أن يبصر) قول سويسري قديم، ترى هل يعي حكامنا حقيقة ما يناقشون حول موازنة 2015؟ هل لحكامنا قدرة على استيعاب التطورات الحاصلة في العالم؟ الأسئلة كثيرة وإجابتها تتوقف عند الفهم الصحيح لما يجري من تطورات على مسرح السياسة العالمية والتعامل معها بذكاء يليق بالذين يجعلون من أنفسهم حكاما يقودون شعبا ابتلى بسيل من الكوارث ووطنا ابتلى بجملة من الجراح.
«4»
التقشف حالة عراقية مستديمة العافية، فقد عاشها العراقيون طوال السنوات الخمسين الماضية، كل شيء شمله التقشف من الخبز اليومي إلى الراتب الشهري، وكأن التقشف أصبح العلامة المتميزة لشعبنا العراقي، وأخيرا أوجد لنا حكامنا الموازنة التقشفية حتى أمسينا نخشى أن يطلق علينا تسمية «شعب التقشف» لكثرة ما لازمتنا هذه المفردة، والسؤال الذي يأكل ويشرب معنا هو لماذا لا يسترجع حكامنا الأموال التي تمت سرقتها طوال هذه السنوات لكي نعوض النقص في موازنة بلدنا؟
«5»
(هذه هي الحكاية:
أسبوعية، حامضة وبظهر متين،
تحت ضوئها القادم
نغنَّي نحن
الذين لا صوت لهم)
خورخه غارثيا أستا