المنبرالحر

الطائفية السياسية - الجذور السياسية والاقتصادية للظاهرة/ * عبد الستار ربيع

لا يمكن فهم ظاهرة تكريس الانقسام والتشظي المجتمعي في بلدان الشرق والقائم (ظاهرياً) على أساس انبعاث الهويات الفرعية المتصارعة (الدين، الطائفة، القومية، المذهب) بمعزل عن فهم طبيعة وجوهر اسلوب الانتاج الرأسمالي ونمطه الانتاجي، أي بمعنى ضرورة تأسيس الفهم على الوعي المادي للتاريخ وقراءة الاحداث والمجريات التاريخية من منظور ماركس ومذهبه الانساني. فمما لاشك فيه ان بعث الحياة في الهويات الفرعية لهذه المجتمعات قد اضحى المهمة المقدسة للمفكرين والمنظرين الاجتماعيين الذين اعتبروا ان النظام الرأسمالي يمثل النهاية المنطقية لحتمية التاريخ، أي نهاية التاريخ وكما عبر عنها فوكوياما في كتابه (نهاية التاريخ) ضمن محاولات حثيثة لتأبيد الرأسمالية باعتبارها الحل الواقعي والامثل لمعظم بل لكل المشكلات التي واجهها وسيواجهها الانسان في مساره التاريخي والحضاري.
ومن خلال دراسة هذه الجهود النظرية لمفكري الرأسمالية والوقوف بتأن عند اهدافها يتضح ان الانقسامات المجتمعية الكبيرة التي بدأت تعاني منها معظم دول الشرق تقريبا، لا يتم إلا من خلال حاجة ماسة لدول الغرب الرأسمالي في استثمار التنوع الاثني والطائفي لهذه المجتمعات لغرض فرض انماط سياسية واقتصادية حاكمة تسهم في ترقيع الثوب الرأسمالي الذي يعاني من تمزقات مستمرة. لقد تجلت وتمظهرت تلك التمزقات على شكل ازمات مالية واجتماعية كادت أن تطيح بدول عديدة في المنظومة والتي كانت اسباباً جوهرية تقف وراء اشعال العديد من الحروب الكونية والمحلية كالحربين العالميتين ناهيك عن الحرب الكورية والحرب ضد الشعب الفيتنامي والحرب العراقية - الايرانية. هذا اضافة الى المساهمة في خلق وتصنيع العديد من الانظمة الاستبدادية والدكتاتورية والتي كانت على الدوام بمثابة فتيل جاهز للإشعال تستثمره المنظومة الكلية للرأسمال العالمي في سعيها الحثيث لتأبيد نظامها وبناه الاقتصادية والاجتماعية والفكرية اتضحت بعض أبعاده في الاحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان، والأحداث المدمرة لدول ما سمي بالربيع العربي وقبلها تمزيق اوربا الشرقية الى دويلات، وعلى حد قول ماركس: الرأسمالية تمطر الحروب كما تمطر الغيوم المطر.
ان العمل المخرب والذي هو السمة بل النتيجة الواضحة والبارزة لأسلوب الانتاج الرأسمالي والمناقض في جوهره لحياة الكائن الانساني النوعية .. هذا العمل المخرب هو المجال الحيوي لفكر ماركس في تبيان ازمة الانسان ككائن نوعي في هذا الوجود. فليس عالم الاشياء هو وحدة الذي يصبح مسيطرا على الانسان، بل تشترك معه الظروف الاجتماعية والسياسية التي خلقها الانسان، والتي تسيدت عليه الآن. ان هذه القوة التي يكتبها الشيء الذي لم ننتجه بذاتنا، والذي تحول الى قوة موضوعية تخرج عن مجرى سيطرتنا، تحبط آمالنا، وتبطلها، وان كل ذلك حق الآن، أحد العوامل الرئيسية في التطور التاريخي (الايديولوجية الألمانية ص23).
إن عودة الذات المذعورة والخائفة من سطوة القوى الخفية والتي لا تستطيع إدراكها، إلى هويتها الفرعية (الاثنية والطائفية) هي إحدى تجليات الاغتراب في الفرد المقهور ...انه يتخندق في جماعته الصغيرة والبيروقراطيات الكبيرة. لكنه لا يدرك ولم يدرك بعد انه مذعور من ومتخندق مع مخلوقاته، (معروف ان مستوى متدنيا من التطور الاجتماعي يجعل الفرد ملتحما بكلٍّ اكبر، سيان إن كان هذا الكل قبيلة او عائلة او جماعة او طائفة، في مواجهة المجتمع الحديث. اما في المجتمع الحديث، فإن الدرجة العليا من التطور تبرز اشكال الاتحاد الاجتماعي امام الفرد كوسائل لتحقيق غاياته الفردية، وتجعله متحررا من قيود الاثنين (فالح عبد الجبار، المقدمات الكلاسيكية لمفهوم الاغتراب). إن الإنسان المغترب في عالم الرأسمالية (وهو ليس العامل فقط بل صاحب راس المال نفسه، وبفعل عوامل الصراع الذي نما وامتد ليشل شعوب الشرق التي تعاني من القهر) الذي يؤمن بانه صار سيدا على الطبيعة، قد اصبح عبدا للأشياء وللظروف، وملحقا عاجزا بالعالم الذي اصبح في نفس الوقت تعبيرا جامدا عن قواه الذاتية. ان الاغتراب الذي عبر عنه ماركس هو الذي يتم في عملية العمل، عن نتاج العمل، وعن الظروف، ويرتبط، بشكل لا ينفصم، مع الاغتراب عن الذات، عن اخيه الانسان، وعن الطبيعة. «ان النتيجة المباشرة لاغتراب الانسان عن نتاج عمله، وعن فعاليته الحياتية، وعن حياته النوعية، وهي اغتراب الإنسان عن البشر الآخرين. فعندما يواجه ذاته، فهو يواجه، ايضا، الآخرين. فما هو صحيح عند علاقة الإنسان بعمله، وبنتاج عمله، وبذاته، هو صحيح ايضا، عند علاقته بالآخرين بعملهم، ومواضيع عملهم. بشكل عام، ان الاقرار بحقيقة ان الانسان هو مغرب عن حياته النوعية، يعني انه مغرب عن الاخرين، وان كل واحد من الآخرين، هو بالمثل، مغرب عن حياته النوعية، وعن الحياة الإنسانية» (كارل ماركس، المخطوطات الفلسفية والاقتصادية، ص103). ان الانسان المغرب ليس فقط مغربا عن البشر الآخرين، بل، ايضا عن جوهر الانسانية عند «وجوده النوعي» في كل من كيفياته الطبيعية والروحية. فهذا الاغتراب عن الجوهر الانساني يقود الى نوع من الانانية الوجودية، والتي نراها تضرب أطنابها في هذا العالم، بل تهدد وجوده بالكامل عبر سلوكيات التعصب والتخندق الذي أحال كوكبنا إلى ساحة نزاعات مشوهة. فجوهر الانسان الانساني الذي حاول (ماركس) جاهدا التعبير عنه واستجلائه في نتاجه الفلسفي الضخم، قد أمسى في مستنقع الانانية، «وسيلة لوجوده الفردي. انه يغرب عن الانسان، بسره، الطبيعية الخارجية، حياته الذهنية، وحياته الانسانية» (المخطوطات الفلسفية والاقتصادية، ص103). إن مفهوم ماركس الذي يتلاقى هنا مع المبدأ الكانطي، بأن الانسان يجب ان يكون دائما، غاية في ذاته، وليس أبدا وسيلة لغاية. هذا المفهوم يتوسع لدى ماركس عبر التأكيد على ان الجوهر الانساني للإنسان، يجب أن لا يصبح وسيلة للوجود الفردي، وان كانت الإنسانية في الإنسان لا يجوز أن تصبح وسيلة لوجوده الفردي، فكيف يمكن انزالها الى مستوى تصبح فيه وسيلة للدولة أو للطبقة، أو الأمة...لا بل حق للطائفة والعرق والمذهب والعشيرة ..الخ؟
إن التشظي والتمزق المجتمعي الذي هو نتاج منطقي لحضارة رأس المال والعولمة والنظام العالمي الجديد، يجعل الانسان بلا قيم، فاغترابه يقود الى افساد القيم. ففي الدولة الرأسمالية التي تكاد ان تكون كونية من خلال الحاق العالم كسياج لها، يتلبس الانفصال والاستقلال كل ميدان من ميادين الحياة، في الجانب الاقتصادي والاخلاقي، مستقلا عن الآخر. فكل ميدان فيه مجال محدد للتعالية المغربة، ويكون هو ذاته، مغربا عن الاخر (المخطوطات الفلسفية والاقتصادية، ص146).
إن (ماركس) يدرك الحاجات الانسانية، التي اصبحت في اطار عالم الاغتراب، وهو، تنبأ، فعليا، وبوضوح مدهش بنهاية هذا التطور الذي نراه اليوم. لقد كان يعتقد ان الطبقة العاملة، هي الطبقة الاكثر اغترابا في الرأسمالية، وبالتالي فان الانعتاق من ربق الاغتراب، يتطلب بالضرورة، تحريرها. إلا أنه - أي ماركس- لم يستطيع التنبؤ بالدرجة التي سيصبح فيها الاغتراب قدر الغالبية الساحقة من الناس، خصوصا ذلك القطاع المتزايد بأفراده من المجتمع، الذي يتعامل مع الرموز (دينية، اجتماعية، ثقافية...الخ) والبشر، بأكثر من تعامله مع الآلات (اريك فروم، مفهوم الانسان عند ماركس، ص73). إن ما حاربه ماركس ليس الآلهة كما يحلو للبعض تصوره، بل أن حربه الحقيقية كانت مع الاوثان. وهو بهذا التشخيص الدقيق، يضع في ايدينا مفتاحا لفهم ظاهرة التعصب ومسارها السايكولوجي، «والتي هي مجال شكّل فيه نموذجا»، وعن ابداعه الانساني، وعن ذاته...»هي مثال لحرف الطاقة الخلاقة للانسان عن مصبها في انجاز حضارته ودوره التاريخي ككائن ملتحم مع الطبيعة والحياة». فسيكولوجية الفرد المتعصب تتضح بكونه فارغا، ميتا، منبوذا، ولكنه من اجل التعويض عن حالة الاحباط والجفاف والموت الداخلي، يلجأ لانتقاء الوثن. وربما يكون هذا الوثن دولة، كما في شعار «الدولة الاسلامية» لدى (داعش) او حزب، او فكرة، كنيسة ، ...او حق عشيرة او طائفة.فهو- أي الفرد المتعصب يجعل هذا الوثن في صورة مطلقة، ويقوم بالخضوع له بطريقة مطلقة. انه من خلال ذلك يكسب حياته معنى اضافة الى انه يجد متعة في الخضوع للوثن المنتقى إلا أن متعته لا تنشأ عن بهجة التواصل المنتج بل انها متعه شديدة ولكن باردة مبنية على الموت الداخلي أو أنها اذا اراد المرء وضعها بشكل رمزي «الجليد الملتهب».
هذا الحريق الذي تقذفه روح الارهابي الباردة الميته والذي يحيل حياة المجموعات البشرية الى محض خراب وحطام ودم وموت ويعيث بالنسيج المجتمعي تمزيقا فهو ترجمة لحجم الاغتراب الذي وصل إليه في حضارة رأس المال ذات الأبعاد الكونية. لقد كان من الصعب على (كارل ماركس) أن يتنبأ بالمدى الذي أصبحت فيها الأشياء والظروف التي خلقناها بمثابة أسياد لنا مع ذلك فان لاشيء يثبت نبوءته بشكل أكثر عنفا من الحقيقة المتمثلة في ان الجنس البشري هو اليوم سجين الاسلحة النووية التي خلقها والمؤسسات السياسية التي وضعها. ان الانسان الخائف يترقب قلقا من اجل ان يرى إن كان سينجو من خطر قوة الاشياء التي أوجدها ومن خطر السلوك الأعمى للبيروقراطيات التي عينها (اريك فروم، مفهوم الانسان عند ماركس ص 74).
ان عملية التخريب الموجهة التي تمارسها الماكنة الاعلامية الضخمة لدول الرأسمال العالمي وبالأخص الولايات المتحدة الامريكية والتي تعيد صداها وصياغتها معظم اجهزة الاعلام العربية والاقليمية والمحلية هي عبارة عن عملية تشويه منظمة لجوهر الصراع في بلدان الشرق من خلال احالة الصراعات الدامية التي تشهدها شعوب هذه البلدان الى اسباب طائفية وعرقية ودينية ومذهبية. لا بل إن الكثير من السياسيين يعزوها الى التخلف الفكري أو الجهل او الى قوة نفوذ رجال الدين، في حين يرى الآخرون ان اسباب الصراع تكمن في الفروق والاختلافات الفقهية والعقائدية. كما يحاول فريق آخر أن يعزوها الى ان انتشار بعض الطقوس والمناسك الدينية التي هي الأسس التي تقوم عليها الطائفية. إن هذا التصور ينطلق من مفهوم ورؤية مثالية للتاريخ والعالم فهو يعتبر الصراع الاجتماعي والسياسي نتاجا للأفكار والعقائد وليس نتاجا لحركة الواقع، ويعرف الصراع الطائفي على انه اساس الصراع ومنبعه وليس انعكاسا ايديولوجيا وفكريا لنوع من الصراع الاجتماعي. ربما تلعب البنى الفكرية المتبلورة دورا في الصراعات وتوسعها وتعمقها ولكن في خضم ضرورات اجتماعية واسس مادية للصراع دون أن تكون أساسا ومنطلقا للصراع.
لم تكن الحرب العالمية الثانية نتاجا للعنصرية الهتلرية والعدوانية الالمانية بل ان العنصرية النازية نفسها كانت انعكاسا للحاجة لإثبات الذات امام الخصوم الرأسماليين وخصوصا غريمي المانيا الكبار فرنسا وبريطانيا الذين يفوقانها في سعة المستعمرات وتوفر رؤوس الأموال ويسعيان كذلك لإعادة اقتسام العالم.
انطلقت العنصرية الألمانية النازية من ادعاء التفوق العرقي أي المطالبة بنصيب من رأس المال العالمي لا يقل عن منافسي ألمانيا بل يتفوق عليهما، أي الى غطاء ايديولوجي لتبرير الحق الناجم عن التفوق العرقي الألماني المزعوم والذي كان مجرد تطلع إمبريالي امام دولتين تستعمران اكثر بلدان العالم وكذلك كسلاح إيديولوجي بوجه الحركة الاشتراكية في المانيا وبوجه الاتحاد السوفيتي الناهض يومها. ان نفس هذا التصور ينطبق على الصراع الطائفي بدرجة او بأخرى حيث ان العديد من الاديان والمذاهب تنتهي الى القول ان العالم قد خلق لأجل فرقتهم بالذات، وإنهم الشعب المختار او المتفوق عرقيا أو الأنقى أو الأرفع درجة ..الخ، وبالتالي فان الأمر في نهاية المطاف يتعلق بالسيطرة على الثروة والسلطة وليس بالمناسك والطقوس والشعائر.
ان معظم النزاعات الطائفية في العراق قد وقعت حصرا في المراحل التي لم يكن العراق فيها دولة أي كانت تحت الغزو (عثماني، صفوي) او في حالة تفكك سياسي كما هو الآن، ولم يقع الصراع يوما نتيجة لمناسبة دينية مختلف عليها او لمناسك غير متفق عليها. فهذه الخلافات ممكن ان تعيش مئات السنين وتبقى محل نقاش واجتهاد وليست مبررا يدعو للحرب والنزاع. إن التشيع او التسنن هو ليس الصراع الطائفي او النزاع المسلح المباشر لكن التسنن او التشيع هما شأن الصراع الطائفي نفسه ينهلان من مصادر تاريخية واجتماعية وليس نتاج مقولات واحاديث مجموعه من الفقهاء. ان المقولات والمفاهيم تتطور بتطور حركة المعرفة في الزمان وتنوع النظم الفلسفية وتكتسي مضامين اغنى وارشد تعقيداً وتشابكاً تقابل غنى وتعقد وتشابك الظاهرات التي تعكسها هذه المفاهيم والمقولات كلاً او جزءا (فالح عبد الجبار، المقدمات الكلاسيكية لمفهوم الاغتراب).
إن ما يجري اليوم من تكريس وفرض لمذهب كقالب سياسي للمجتمع يعني امكان التعبئة القسرية العامة من جانب وحجب الفروق الاجتماعية بين الجماعات التاريخية من جانب اخر، وسد الطريق على نشوء وتبلور التيارات السياسية وحصر التطور السياسي في الاطار الذي حددته القوى السائدة. ان القوى السياسية الحاكمة اليوم في العراق أو المتنفذة تعمد إلى استخدام نفس الوسائل السياسية التي استخدمها الحكام الغزاة قبل قرون. ان النظر الى الطائفية، كعنصر يسلخ الانسان من فضائه الانساني الاشمل كمعطى نهائي مصنوع خارج حركة التاريخ أي في اذهان الطائفيين الذين يزجونه في المجتمع هو تصور خاطئ ولكنه سائد كذلك، او على الاقل واسع وبالتالي فالاستنتاجات التي تبنى على هذا التصور لن تقود الى أى أجوبة للمعضلة.
إن الخطوة الاهم هي التعرف الدقيق على الأوضاع الحية المعاشة للفئات الاجتماعية التي تتشكل من مجمل حركتها الطبقات والتيارات الاجتماعية وبالتالي معرفة الضرورات التي تقود إلى تنامي وهيمنة هذا الشكل السياسي او ذاك من اشكال الوعي والتصورات. وكما قال ماركس «ان اسلوب انتاج الحياة المادية هو الذي يشترط تقدم الحياة العقلية، السياسية والاجتماعية بشكل عام حيث انه ليس وعيس الناس الذي يحدد وجودهم الاجتماعي بل العكس ان الوجود الاجتماعي هو الذي يحدد وعي البشر».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر
- كارل ماركس، الايدلوجية الالمانية.
- مقدمة (الاسهام في نقد الاقتصاد السياسي)، ماركس – انجلز، اعمال مختارة، المجلد الاول.
- كارل ماركس، رأس المال.
- فلاح علوان، الطائفية والوعي الاجتماعي.
- فالح عبد الجبار، المقدمات الكلاسيكية لمفهوم الاغتراب.
- أريك فروم، مفهوم الانسان عند ماركس.
*احدى المداخلات العديدة المقدمة في الفعالية الفكرية المركزية الخامسة للحزب الشيوعي العراقي، التي التأمت يوم 17 تشرين الثاني 2014 في بغداد تحت عنوان « الطائفية السياسية الى اين؟.. رهانات الواقع وخيارات المستقبل». وكنا قدمنا اربع مداخلات اخرى يومي الاحد والثلاثاء الماضيين، على صفحة « وجهات في النظر» ذاتها.