المنبرالحر

مصر: يد على القلب وأخرى على الزناد..!(*) / باقر الفضلي

تشير جميع الأحداث الجارية في المنطقة، بأن مصر _ أم الدنيا _، كما هو متعارف على تسميتها، تواجه اليوم أعنف هجمة إرهابية دموية طالت قواتها المسلحة، من الجيش والشرطة والأمن، فقد كانت أحداث التاسع والعشرين من كانون الثاني الجاري/2015، في منطقة شمال سيناء، بمثابة الإنذار الذي لا يقبل التأويل أو التفسير؛ بأن مصر الدولة والشعب، قد حسب حسابها، وإن ما يحاك لها من خطط وسيناريوهات، لا تنتهي بمجرد سقوط ثلة من الضحايا الأبرياء من أفراد القوات المسلحة، أو تدمير عدد من المنشئات العسكرية هنا وهناك حسب، بقدر ما هو مرسوم من خطط ستراتيجية، لا تتوقف دون تحقيق الأهداف المقررة سلفاً، في تدمير مصر الدولة، وإنهاء دورها المؤثر، وريادتها الطليعية للمنطقة..!؟
إن كل الدلائل تشير، الى أن ما تتعرض له دولة مصر من هجمة شرسة، إنما يرقى الى مستوى حرب غير معلنة، وهو بشكله الذي بان عليه في أحداث الخميس الماضي 29/1/2015 ، يعطي صورة أقرب في جميع أبعادها، الى غزو مهدد للدولة في سيادتها وإستقلالها، مما لا يجعل هناك أي مجال للشك في أحقية الدولة المصرية من إستنفار كل قواها للدفاع عن وجودها وتأمين مصالح شعبها في ضمان السلم والحرية، خاصة وإن ما تتعرض له الدولة من غزو ذي طابع إرهابي غير واضح المعالم، بات مهدداً لكل ما له صلة بذلك، الأمر الذي يعطي الحق للدولة المصرية، بأن تلجأ حتى الى الأمم المتحدة في طلب الحماية أو التعاون معها في درء الخطر المهدد لها، طبقاً لميثاق الأمم المتحدة..!(1)
وما عكسته طبيعة الإجراءات الأخيرة التي أقدمت عليها الحكومة المصرية وبالذات قيادة القوات المسلحة المصرية، في مجابهتها لتلك الهجمة الدموية في منطقة سيناء، ما يلقي الضوء على ما تعنيه أهداف تلك الهجمة بالنسبة للدولة المصرية، وما تشكله من مخاطر حقيقية على مستقبل مصر والشعب المصري، كما وأنها تكشف وبما لا يقبل الشك، عن حقيقة إرتباطها بما يجري في المنطقة من حرب غير معلنة، تسهم فيها قوى وحركات محددة، بل وحتى دول معينة في المنطقة، وجميعها ضالعة في تنفيذ تلك السيناريوهات، التي أصبحت مصر من أهدافها الواضحة..!؟(2)
وليس من المفارقة، أن يكون لبعض القوى المصرية التي فقدت صفتها السياسية بالنسبة للقانون المصري، دورها الواضح في ضلوعها في تلك المخططات، خاصة وأنها تجد من الدعم الأمريكي ما يدفعها ويشجعها على مثل ذلك الإسهام ، وما كان في الموقف الرسمي المصري من حالة الوفد المصري من جماعة الأخوان المسلمين، الذي تم إستقباله من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، الكثير من الدلالة على ذلك الدعم، رغم التفسيرات التي قدمتها وزارة الخارجية المريكية، لتبرير تلك الزيارة في مثل هذه الظروف التي تمر بها مصر..!؟(3)
فما تتعرض له مصر اليوم، من هجمة دموية إرهابية، تضع المنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة وكافة الدول العربية بشعوبها ومنظماتها الوطنية والجامعة العربية على وجه الخصوص، أن تلعب دورها على الصعيد الدولي والعربي والإقليمي، في الدعم والتضامن مع الشعب المصري وقواته المسلحة الوطنية، في مواجهتها لحرب الإستنزاف الذي تتعرض له مصر اليوم؛ وهو نفسه ما تعرضت ولا زالت تتعرض له كل من سوريا والعراق ولبنان وليبيا واليمن، من حرب شاملة، تستهدف إستعباد المنطقة؛ [[ فالإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل واحدا من أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين، وأن أية أعمال إرهابية هي أعمال إجرامية وغير مبررة بغض النظر عن دوافعها، أينما ومتى وأيا كان مرتكبوها..]] (4)
*