المنبرالحر

حرس.. حرس / قيس قاسم العجرش

كل ما يقال عن الحرس الوطني سياسياً لا يخرج عما ورّطتنا فيه السياسة بالأصل، ونعني الطائفية بنسختها الجالبة للسلطة. لم يروا في هذه المؤسسة إلا هوية الطائفة التي ستحكم اسنانها عليها إبتداء.
كل ما يقال سياسياً لا يرفع مرفوعاً أو ينصب منصوباً إلا وكانت الطائفية هي (النحو) الذي يلتزمون به!
لأن مصلحة السياسة بنسختها العراقية إنما عقدت حلفاً مع الطائفية فالأولى تفضي الى الثانية والثانية تؤدي الى الأولى.
و(السياسة) بالتأكيد هي غير(العملية الديمقراطية).
فالأولى تسوّغ لنفسها أن تهدر الأخلاق تحت عنوان المصلحة، بينما الثانية تضع الأخلاق وسيلة لخلق واقع ديمقراطي.
ومن هذا الجرف يسبح السابحون اليوم، فقط لأنهم اكتسبوا (خبرة) من سنوات الضياع المضطربة التي مررنا بها. هذه الخبرة تقول لهم إن(الطائفية) منتجة ممكنة للسلطة أكثر من غيرها اليوم ، وهذا هو المعادل العملي لأن نقول: إن الدولة والدستور والقانون يتم هدرها من اجل السلطة التي هي أنفع من غيرها.
لا نتوهم إن هؤلاء فاتهم الحديث في واجبات الحرس الوطني قبل الحديث في نوع الطائفة التي ستتمكن من الهيمنة على وحداته.
لم ينسوا شيئاً، إنما تناسوا عن عمد ووجهوا أنظار الناس نحو ورقة وحيدة اجادوا اللعب بها دائماً، وهي الطائفية.
لذلك لا نسمع إلا هذا النوع من الضجيج الذي تفوح منه رائحة المصالح، وللأسف فإن تعبير(مصالح) في العراق لا يترجم إلا الى صور الإنقسام الطائفي والمقتلة التي دخل العراقيون فيها ضمن سنوات مضت.
إقرنوا هذه الصورة بما يتحدث به هؤلاء من طائفية.
هل نرى غير قائمة الضحايا؟ وهل ستنتج إلا مزيداً من الضحايا..إن كان هناك من يرى غير الضحايا فليفتح أعيننا متفضلاً..وبصريح العبارة، فإن الطائفية لم تنبت إلا مسخين قبيحين، الفساد والقتل .
هذه خلاصة مؤلمة لكنها حقيقية.