المنبرالحر

ألف دينار حاضرها / ابراهيم الخياط

حسين السعدي فنان امتلك موهبتي التلحين والغناء. ظهر أوائل الستينات في البصرة. لحن وغنى العديد من الأغاني، أبرزها: ألف دينار حاضرها، يا حمامة شلون طرتي، شوشليه يا رمانه، يا حنّه ما خليج بجفوف ايديه، يابلبل غني الجيرانا. وهذه الاخيرة هي قصيدة من شعر الهندي الكبير طاغور:
يا بلبل غنّ الجيرانا.. غنّ وتفنن ألحانا
فبُنيتهم سرقتْ قلبي.. فليبقَ لديها جذلانا
كان السعدي يعمل قاطع تذاكر في أحد المستشفيات عندما توفي نهاية التسعينات ببغداد في منطقة الوشاش.
ولم تظهر شهرته الحقيقية إلا بعد تلحينه أغنية (لا خبر) من كلمات طارق ياسين، وكان قد تقدم بها أواسط الستينات إلى الإذاعة ليؤديها بصوته، فرُفضت بحجة أنها لا تناسب الذوق العام. وبعد عام 1968 أعاد السعدي تقديمها إلى إذاعة القوات المسلحة لترفض ثانية، لكن الملحن الراحل ياسين الراوي صاحب برنامج الهواة قدمّها بصوت الهاوي فاضل عواد، لتبث وتنطلق في سماء الشهرة، ولتجعل فاضل عواد من أشهر مطربي العراق. حتى أخذت الناس تردد الأغنية في الأعراس والمناسبات، كما قدمتها الإذاعة أكثر من عشرين مرة متتالية في يوم واحد، فيما لم يحصل ملحنها المسكين السعدي سوى على مكافأة قدرها خمسة دنانير!
تذكرت السعدي عندما باشر تنظيم «داعش» في سعيه لترغيب الشابات بالعيش في «دولة الخلافة»، باطلاق الوعود لهن بحياة ملؤها المغامرة، وبالحب والعناق طويل والنزهة قرب النهر... مع «زوج حلال»، وللاطفال بمدارس توفر تنشئة دينية وعسكرية (فاشية في حقيقتها).
ويرى مؤلف كتاب «تنظيم الدولة الاسلامية: من داخل جيش الرعب» أن «الفتيات اللواتي يلتحقن بهذا التنظيم انما يبحثن عن المغامرة، وبعضهن يعشن في عالم وهمي ويحلمن بالزواج من محاربين».
في حفلات زفافهن لا العاب نارية، بل «طلقات رصاص والكثير من التكبير»، فيما السير قرب نهر الفرات هو النزهة المتوفرة للمتزوجين حديثاً.
وتذكر شابة عشرينية منهن ان الزواج يتم بعد أن يزور العريس عروسه ويراها لمرة واحدة، ثم يحصل على «سبعة ايام اجازة»، ، وان النساء يخترن مهرهن بأنفسهن، وهنّ بالإجمال لا يطلبن مجوهرات، بل يخترن الكلاشينكوف».
وبدلا من أغنية «ألف دينار حاضرها وخمسمية»، يغني العريس الداعشي:
كلاشنكوف حاضرها وبندقية
والغايب ابد ما نجيب طاريه
الخليفة ايريد تكبير وشنق عالي
وذبح الوادم بالزفة ثلثميه..