المنبرالحر

مشروع الشرق اوسطي للرأسمالية المتوحشة / حيدر سعيد

دهاقنة ومفكرو الرأسمالية يحاولون ، تصريف الازمات خارج الحدود من خلال فتح جبهات للصراع واسعة ، باستحداث طرق ووسائل وحشية جديدة تعتقد بنجاحها حتى وان كانت دماء الشعوب وقوداً لتنفيذها، بدافع الحفاظ على مصالحها، خاصة حينما تشعر بان عواصف الازمات تطرق ابوابها وتهدد كياناتها الاقتصادية وشركاتها الاحتكارية ، لذلك جاء توجه الرأسمالية الى منطقتنا حيث الخيرات الطبيعية وفي مقدمتها النفط ، لفرض هيمنتها وتحييد المنافسين الاخرين لمصالحها وايقافهم عند حدودهم ،تحت غطاء ديمقراطيتها !!بعد ان وجدت ان الدكتاتوريات التي استخدمتها سابقاً، لتأمين مصالحها غير مؤهلة اليوم للتعامل مع (النهج الجديد للرسمالية المتوحشة ) !! لا بل اعتبرتها معرقلة استهلكت كل ما في جعبتها من وسائل وحشية لإخماد الحراك الشعبي وقواه الديمقراطية المعارضة لنهج الهيمنة حينها ، فوجدت ضالتها عند (قوى جديدة ) سادية دموية فاشية سبق وان جُربت في افغانستان وباكستان متمثلة بفكر التطرف والعنف لأحزاب الاخوان المسلمين ، وبهذا الاتجاه اطلقت الرأسمالية العنان لمفكريها ومؤدليجي سياساتها ان يقدموا مشروعاً سياسيا لاحتواء توجه الشعوب المنتفضة، وتغيير المسار بما يخدم مصالح الرأسمالية المتوحشة، مما جعلها تندفع في لعب دور اكبر واكثر تأثيرا بأحداث المنطقة، وذلك من خلال الامساك بمجريات الاحداث، فأشعلت الصراعات الدينية والطائفية والقومية، محركة لحواضن تخدم توجهها الجديد، من خلال تطمينها بإعطائها دوراً مهماً بالحياة السياسية التي ستتشكل لهذا البلد او ذاك ، فها هي اليوم تدافع عن المكون السني في العراق( لغرض في نفس بعقوب)، لاحباً بالمكون السني !! وتذرف الدموع !!على مأساة النازحين في كردستان بعد ان تجاوزت داعش وحلفاؤها الخطوط الحمراء حتى مشارف اربيل !! اما البعثيون الذين تخلت عنهم لتدك نظامهم الفاشي ، جاءت اليوم لتغازلهم لتوظيف خدمات فلولهم في تنفيذ مشروعها الشرق اوسطي ، ولذلك نجدهم يسارعون للتحالف مع داعش متمثلين بالنقشبندية وغيرها من الفلول الفاشية للقواسم المشتركة بينهم ضد الشعب العراقي وحريته وارادته في الاختيار.
ان مشروع الرأسمالية الجديد للسيطرة على المنطقة جاء نتيجة تصاعد نضالات القوى الوطنية الشعبية والمنظمات المدنية بينها والقوى المرتبطة بالرأسمال ، والذي ينذر بالانعتاق من ناهبي حقوقه وما الاعتصامات والتظاهرات السلمية الا ناقوس خطر ورسائل تحذير ، خاصة وان القادم ابشع واكثر خطراً، اذا لم تسارع الشعوب وحركاتها الديمقراطية المدنية الى ايقاف هذا النهج المبني على استقدام منظمات ارهابية فاشية تدعي الاسلام زورا وبهتانا كمنظمة( داعش في العراق والنصرة في سوريا) ، بعد ان انكشفت جرائمهما للعالم اجمع ضد شعوب المنطقة و أوربا وافريقيا ، ولا يمكن ستر تلك الجرائم( بورقة التوت) الا لمن اعمت بصيرته !! وكفى الضحك على الذقون ، باعتبار قوى الارهاب تارة معارضة وتارة اخرى قوى ارهابية !! (الكيل بمكيالين) من قبل الغرب وحواشيه، فقد غطت عليه جرائم الارهاب، والتاريخ سوف لا يرحم من يضع يده بيد من يسفك دم ابناء شعبه وفي مقدمتهم القوى الارهابية وحلفاءها ، وعلى شعبنا العراقي ان يعمل على توحيد كل الجهود المخلصة في الداخل من اجل الخروج من الازمات والتصدي الحاسم للعولمة المتوحشة و لمن يحاول ان يضع القنابل المتفجرة في طريق العملية السياسية والديمقراطية والاصلاح .