المنبرالحر

ما حيلةُ الراعي إذا أغتُصبتْ "عنزٌ" ولم تتمردُ الغنمُ.. عن بعض مآسي البلاد العراقية، واهلها .../ رواء الجصاني

- ها نحن نلتقي من جديد ...اصدقاء تعود بعضنا، او اغلبنا على بعض، في مثل هذه المناسبات وغيرها...
- ولن اطيل هنا، ولن اعيد، وان بصيغ اخرى، ما تقدمني به الافاضل المتحدثون .. ولكن دعوني ان ادلو بدلو ربما فيه بعض جديد..
- كنت الى الليلة البارحة، في حيّرة عما ساتحدث به في هذا اللقاء، واذ بخبر طازج ينقل ان الرئيس التشيكي / ميلوش زيمان، قلق جدا، ويتابع باهتمام بالغ مصير مواطنه المفقود في ليبيا، والذي يبدو انه مختطف – على الاغلب - من "داعشيي" ليبيا ... وها هي كل تشيكيا حكومة ومجتمعا واعلاما في توتر مشترك وبالغ بشأن الامر.
- وهكذا رحت اقارن بين مصير الملايين من العراقيين، وبين مواطن تشيكي واحد ... هناك القتل والعنف والدمار والظلام يسود بكل قسوة ... وهنا مواطن واحد تكاد ان تنقلب الدنيا على مصيره.
- ولم اجد غير جذر رئيس وراء الحالتين، وعسى ان يساعدني احدٌ فيقول لي خلاف ذلك : واعني بذلك: جذر تنور المجتمع، وتحضره، وما يترتب على اساسه في تشيكيا.. وبين جذر الظلامية التي يراد لنا بها في العراق، والتي جرّت ومن عقود وعقود المجتمع- كله او يكاد- الى التخلف والطائفية والغلو، فالاحقاد والدماء والدمار ...
- واعود لاوجز، وأدعي: ليست مآسي التهجير والنزوح التى نجتمع بسببها، ولا الارهاب الذي يقف وراءها، ستنتهي ذات يوم، مالم تقتلع الجذور التي نوهت اليها قبل سطور، واعني الامية والغلو والتطرف، وما ترتب ويترتب بسببها على الاجيال ..
- ترى هل سأكون مصيباً لو دعوت من جديد الى التركيز على الاسباب والدوافع والقيم التي تسبب كل المآسي، لا على النتائج، ولكي ازعم بعدها: حين ذاك فقط سينتصر البلد ويسمو المجتمع وتزدهر الامال، موشاة بالثقافة والتحضر والرقي ..
- ودعوني ايضا اسهب بكلمات اخرى، فاجيب من قد يسأل: ومن هم يا ترى اولئك الذين يتحملون المسؤولية اكثر من غيرهم للوصول الى المرتجى؟ فأقول: انهم اولاً، من يقرأ ويكتب فعلاً، ومن يصدق مع النفس، ومن يؤمن بثقافة التسامح، وحرية الفكر واهمية الاعلام وروح الحب والرقص والشعر والجمال...
- وخلاف ذلك فما رأيكم بما قاله الجواهري الخالد قبل حوالي ثلاثين عاماً:
أفأمة تلك التي هُـزمت، وتناثرت وكأنها رممُ...
ما حيلة الراعي إذا أغتصبت "عنزٌ" ولم تتمردُ الغنمُ
يا ايها الطاعون حلّ بنا ، فبمثل وجهك تكشفُ الغممُ
- اخيرا... لا بد من ابداء الشكر لهيئة المنتدى العراقي، الادارية، لما بذلته
من جهود، في اتمام هذا التجمع، والذي هو اوسط الايمان ...
• مساهمة القيت في براغ، باسم مركز الجواهري،
خلال امسية للتضامن مع نازحي ومهجري العراق.