المنبرالحر

31 آذار في ليلة رأس السنة! / ريسان الخزعلي

كيف يكون 31 آذار في ليلة رأس السنة؟
هل في الامر لغز؟ ولماذا هذه العُجالة والموعد لم يحن بعد؟
31 آذار، كان في ليلة رأس السنة فعلاً، هذا ما حصل، وللموضوع حكاية: سألني صديق حميم: سيصادف عمودك هذا يوم الثلاثاء 31 آذار الجاري، واعتبرك سعيد الحظ لهذه المصادفة الجميلة، فهل اعددت شيئاً خاصاً لها؟ اجبته: ان 31 آذار يصلح موعداً للحب والشعر والغناء والذاكرة، وسوف لا يقتصر احتفائي واحتفالي به على هذا العمود البسيط، وانما سيتعدى لما هو اكثر رسوخاً وابتهاجاً، كما يحصل في كل عام، وان الاحتفاء والاحتفال بهذا اليوم المجيد، كما تعرف كان يحصل، سواء كان ذلك بعد عام 2003 ام قبله.
في البَعْد نملك حرية الطريقة واختيار المكان والاصدقاء، الا انه في القَبْل كان صعباً جداً، اختياراً ومكاناً وطريقة، ومع ذلك كان يتم. ان سؤال صديقي المبكر هذا، اعادني الى ليلة رأس السنة 1993 في منطقة الكمالية، حيث دعاني الصديق الشاعر محمد خضير العبودي الى احتفال يقام في احد بيوت المنطقة؛ وبعد الاستفسار اوضح لي بان الحفل عائلي، وان كل من سيحضر له امتداد علاقة معه. وبما ان الصديق، لي معرفة طويلة به، منذ كنا طلاب متوسطة، وان ثمة علاقة بقيت تربطنا عن بُعد، وهي استمرار لعلاقتنا تلك، والتي عمّقها الحس الفكري المشترك بيننا. وبعد التطمينات حيث كانت الخشية حتى من الظل قررت الحضور الى هذا الحفل، وقد رافقتني زوجتي واختي.
لقد وجدنا بيتا مكتظا بالحاضرين، والفرح طاغٍ على الوجوه رغم مرارة الحصار يومذاك. وهكذا ابتدأ الحفل بكل ما يثير البهجة: غناء وشعراً وحركة رقص عمارية عمادها الرجال، مع فترات متناوبة لتناول العصائر وما خف من الطعام.
من بين فقرات الاحتفال، فاجأنا منْ كان يدير هذه الفقرات بسؤال: من يستطيع تعداد الاعياد العراقية، وله جائزة الحفل؟ تباينت الاجابات وكان يرفض كل اجابة حتى لو كانت صحيحة والحضور يعرف بانها فعلا صحيحة، مما اثار استغراب الجميع. فما كان منهم الا ان يطلبوا منه الاجابة الصحيحة. وهكذا انتفض واقفاً، وقام بعدّ الاعياد بطريقة سريعة تمويهية:
(عيد الفطر، عيد الاضحى، عيد الربيع، 14 تموز.. الخ) واردف لها عيد 31 آذار. وبعبارته الاخيرة، علت الهلاهل والتغريدات؛ وبذلك ربح جائزة الحفل باعتراف الجميع.
بالعراقي، همست لي اختي وهي قلقة:
(إنهجم بيتكم.. دخّلتوا 31 آذار إبليلة راس السنة.. طرگاعه محد يگدر عليكم).