المنبرالحر

لن ندعكم تحرقون الوطن ! / محمد عبد الرحمن

ما يجري في البلد اليوم لا يسر احدا من الحريصين على أمنه واستقرار ووحدته، وعلى حفظ دماء أبنائه وتأمين تقدمه وتحقيق الخير والرفاه لمواطنيه .
فليس بين هؤلاء من يقبل بالفوضى الضاربة اطنابها ، والانفلات الامني ، واستهتار الارهاب بالارواح والدماء ، واطلاق العنان للمليشيات ، على اختلافها ، كي تصول وتجول ، وتنصب السيطرات وتقتل من تشاء وتدهم البيوت وتقيم الحد، وتأخذ القانون بايديها ممرغة هيبة الدولة ومؤسساتها في الوحل . وعن اي هيبة للدولة يمكن الحديث ، حين يتواصل مسلسل القتل في وضح النار ، وعلى مرأى ومسمع حتى من يعنيهم الامر .
لقد عانى الناس كثيرا كثيرا ، وآن لهم ان يروا بصيص امل في نهاية النفق. لكن هذا ، بفعل المتنفذين ومن يحيط بهم ويقدم الدعم لهم ، في الداخل والخارج ، لا يبدو قريبا ، اذا ما ترك الامر للمذكورين يعبثون بالوطن ومقدراته.
لقد عبر الناس عن الاستياء والتذمر والقلق باشكال وصور عدة ، لعل ابلغها ما حصل في الانتخابات الأخيرة ، من عزوف عن المشاركة. وكان ذلك رسالة احتجاج قوية على ما هو قائم ، وما يلحق الضرر بالبلاد والعباد. فيما لم تنفك الاعتصامات والاحتجاجات والتظاهرات ، من البصرة الى الموصل، تطالب بالحقوق وبرفع الغبن والظلم عن قطاعات واسعة من المواطنين ، لا سيما الكادحون والفقراء منهم .
الناس بدأوا يتململون ، وتلك بداية سليمة ومعافاة. فهل يتحرك المتنفذون قبل فوات الاوان ، ويصغوا الى رسالة الناس وينصتوا الى صوت العقل والحكمة ، بدل الاصرار على العراك ذودا عن مصالحهم ومغانهم وسلطتهم ونفوذهم ؟
هل يدرك المتنفذون ما جرته سياساتهم على الوطن من مآسٍ وكوارث ؟ وهل يريدون اكمالها باشعال نار الفتنة الطائفية من جديد ، وهي التي لن تبقي او تذر، ولن ينجو منها احد حتى من بين المتنفذين انفسهم؟ وما جدوى وجودهم في السلطة والوطن يحترق؟! وهم لاهون بمعاركهم و عراكهم..
لا ، لن ندعكم هذه المرة تحرقون الوطن بمعارككم الطائفية المقيتة ، لا انتم ولا المليشيات التي تحوم في مدار السلطة أو بعيدا عنها. فالناس اخذوا يعون الحقيقة ، وبدأ يدركون بتجربتهم الخاصة ، أن لا مصلحة لهم ، من قريب او بعيد ، بما يجري اليوم في بلدنا .
سنقول بصوت عال ، مسموع أكثر من أي وقت مضى: نرفضكم أيها الطائفيون ايّا كان لونكم ، ولا مكان لكم بيننا!