المنبرالحر

شابة عراقية ترد على الارهاب في الدوحة ! / علي فهد ياسين

اِعتلت العداءة العراقية ( دانة حسين ) منصة التتويج الذهبية يوم أمس الجمعة , بعد فوزها في مسابقة (200 م ) , ضمن فعاليات البطولة العربية السابعة عشرة لالعاب القوى للنساء والرجال المقامة في العاصمة القطرية الدوحة , والتي يشارك فيها ( 370 ) رياضي ورياضية من سبعة يمثلون ( 17 ) دولة عربية .
هذه المواطنة العراقية الذهبية , وفي هذا التوقيت بالذات , عزفت لشعبها نشيده الوطني مرافقاً لرفع العلم العراقي في عاصمة ( القحط الوطني ! ) , في مفارقة سريالية يكون في توقيتها وزير الدفاع العراقي في زيارةِ لحكومة قطر الموغلة أياديها بدماء العراقيين, في محاولةِ بائسة لتنظيف أوراق الشياطين .
قبل عشرة أعوام , عندما أستلمت أحزاب سلطة اليوم مهامها , كانت ( دانة حسين ) في المراحل الاولى من الدراسة الابتدائية , والساسة يكبروها بعقود , لكن نتائج المقارنة بينها وبينهم تدعوا للأسى , فبينما هي ترفع علم وطنها على سارية العرب , يخوضون هم صراعات الاصطفاف خلف أعلامِ ليست عراقية .
العراقية ( دانة حسين ) لاتعيش في المنطقة الخضراء , وقد رافق نضجها الرياضي سنوات التدهور الأمني الممهور بدماء أبناء شعبها , وهي لم تكلف خزائن الدولة المليارات كما كلفها السياسيون , وهي لم تتهمها لجان النزاهة بسرقة المال العام , ولم تنتمي لحزبِ يتستر على الفاسدين , وهي حالها حال العراقيين تنتظر الكهرباء الوطنية , وستنهي دراستها الجامعية وتنظم لجيوش العاطلين عن العمل لانها لاتنتمي لحزب نافذ , وهي مشروع شهادة في أي ساعة لمفخخةِ ( سياسية ) .
اذا وضعت ميدالية ( دانة حسين ) في الميزان الانساني , وقابلها في الكفة الاخرى ( ميداليات ) أطراف السلطة , سوف لن يتحرك الميزان لصالحهم قيد أنملة , لسبب بسيط هو أن ميداليات السياسيين المقابلة ( خشبية ) .
الجهد الرياضي للمبدعة ( دانه حسين ) موجه بالأصل ضد قوى الارهاب بشقيها الداخلي والخارجي , ونتائجه تمثل صفعة عراقية وطنية عجزت عن الأتيان بمثلها مخططات السياسيين العقيمة منذ عشرة أعوام , لسبب بسيط هو أن هذه العراقية تجتهد لوطنها ولشعبها المبتلى بسرطانات الاحتراب بين أطراف سلطته ( المنتخبة ! ) , بينما هي تنظر للعراق وطناً يستحق العطاء .
تحية للعراقية المبدعة ( دانة حسين ) ولعائلتها الكريمة , وتحية للمرأة العراقية ومنظماتها الديمقراطية المناضلة ولجهدها المتميز في فصول المآسي المتكررة و أستراحات البهجة الضامرة , التي يتحمل أوزارها قادة السلطات في العراق .