المنبرالحر

جرحى الارهاب / د. سلام يوسف

الجرحى من ضحايا الإرهاب،هم ثاني عنوان بعد كل هجمة إرهابية يقوم بها أعداء الوطن والشعب، فالعنوان الأول هم الشهداء والثالث  زعزعة الامن والاستقرار والرابع الخسائر المادية.. هذه هي محصلة كل تفجير، وفي كل تفجير تقع وراءه  المحاصصة الطائفية والاثنية.
معادلات لا يمكن التفلسف بها،فمهما وضع المسؤولون من مبررات فالنتيجة واحدة, وما يهمنا هنا هو عدد الجرحى المغدورين،هل يبقى كما معلن عنه ؟ أم يتناقص عددهم بقضاء أجل بعضهم؟
إمكانيات وزارة الصحة وكما هو معروف محدودة،وتجديد حلة المستشفيات أو بناء الجديد منها وزيادة الطاقات والإمكانيات الصحية، كله كان (وسيبقى في الأعوام القادمة) مرهون بالمصادقة على الميزانية الاتحادية، هذه الميزانية التي أتت على أخر ما بقى لدينا من بخور ليرتفع الدخان الأبيض في سماء البرلمان التعبان.
بلد يشهد يومياً هزات الموت، والعوق، ودخول المستشفيات، يستدعي من الحكومة أن تضع كل الإمكانيات لاستيعاب هذا الكم الهائل من العراقيين الذين كانوا ولازالوا يدفعون الثمن منذ شباط الأسود منذ عام 1963 ولحد الان.
أن الإمكانيات الحالية لا تتناسب مع الواقع المرير، ورغم أننا جميعاً لا نتمنى الاّ الخير لأبناء بلدنا، ولكن لابد من الإشارة الى ضرورة توظيف الإمكانيات الفعلية وبمساعدة ذوي الخبرة في أرجاء المعمورة، لغرض أنشاء مراكز طوارئ تعجّل بعملية إنقاذ الجرحى من ضحايا الإرهاب الأسود.
أن إنقاذ الجرحى يقتضي تداخلات جراحية كثيرة وكبيرة وسريعة،وهذا يتطلب توفير الجراحين ومساعديهم،والمخدرين،وصالات العمليات بأنواعها وبكافة مستلزماتها،وتوفير الدم والسوائل الوريدية،وأدوية إنقاذ الحياة،والأوكسجين،ومضادات الالتهابات،ناهيك عن عدد الأسرّة الذي يتوجب توفيرها للجرحى في محاولة إنقاذ ما يمكن أنقاده، وتبقى زيادة الكوادر وتحت كل العناوين في المقدمة من الاولويات.
وليس هذا وحسب، ولكن أذا كتب للجريح أن يعود الى الحياة، فلربما يعود اليها وهو معاق! وبهذه الحالة فعلى الحكومة أن تتكفل بأعادة تأهيله.
أعداد ليست قليلة من هؤلاء الجرحى يبدأون برحلة العلاج على حسابهم الخاص! لماذا؟ ببساطة شديدة لأن الحكومة عاجزة عن تقديم ما يجب أن تقدمه لهم!
وليس بخافٍ على أحد، المبالغ الطائلة التي ينفقها المتضرر أضافة الى ما دفعه ويدفعه من حياته وصحته وتعطيل قدراته جراء الخلل الذي تقترفه الكتل المتسلطة والماسكة بزمام أمن العراق والعراقيين وقد أثبتوا فشلهم.
أدعو الى توفير أجنحة طوارئ خاصة في كل المستشفيات الموجودة الحالية،مع السعي الحثيث لإنشاء مراكز طوارئ متقدمة تُبقي على حياة المغدور بهم، وتوفير سيارات الاسعاف والتي تشهد هي الاخرى تطوراً (تكنو ـ طبي) متطوراً جداً، وكان الله في عون العراقيين!!