المنبرالحر

مَنْ لفقراء العراق وكادحيه! / محمد عبد الرحمن

يثير اقتسام المغانم بين الكتل السياسية الحاكمة الكثير من الهموم وينكأ الجراح ويفتح باب الأسئلة الملحاحة على مصراعيه .فلم يكتف هؤلاء بتقاسم المناصب العليا في الدولة ووزاراتها ومؤسساتها غير المرتبطة بوزارة ، بل اخذوا يزحفون الى الهيئات المستقلة وكافة الدرجات الخاصة ، المدنية والعسكرية ، وتحت عناوين «المحاصصة» و « المكونات « و»التوازن». فلم يبق شيء يذكر لغير المحسوبين على تلك الكتل. بل حتى التعيينات في دوائر الدولة لا تخرج عن هذا السياق.
هذه الكتل تدعي بلا وجه حق انها تمثل المكونات، وتصر على ذلك!
وفي حقيقة الامر انها لا تمثل الا أحزابها، وفي نهاية المطاف مصالح شخوصها المتنفذين، وهي ابعد ما تكون عن تمثيل مصالح اي مكون اجتماعي او طائفة معينة .
هي تصادر كل شيء باسم تمثيل المكونات لصالح تعزيز نفوذها وسطوتها واقتسام الغنائم والاموال والصفقات ما ظهر منها وما خفي .
يحدث هذا في وقت يُكثر فيه هؤلاء الحديث اللجوج عن العدالة والمواطنة وانصاف الفقراء والكادحين. فقولوا لنا اي من غير الدائرين في فلككم والمسبحين بحمد مكرماتكم أسندت له وظيفة عامة معروفة في الدولة ؟
دلونا على واحد فقط لا غير، حتى نصدق البعض مما تقولون وتدعون.
وفيما البلاد تنزف دما واموالها تستنزف وتهدر، يظهر من يقول بان هذا يحصل في كل دول العالم التي تحكمها ائتلافات سياسية! ومرة اخرى نقول: هاتوا برهانكم ان كُنتُم صادقين وأشروا لنا دولة في العالم تحتكر الأحزاب الحاكمة فيها وظائف الدولة ! نعم يمكن الحديث عّن الوزراء فقط، ولكن لم يحصل في أية دولة ما يحصل عندنا. وعلينا القول أنكم أيتها الكتل الحاكمة قد شوهتم كل شيء ومسختم كل ما له صلة بالديمقراطية ، وآنكم في طريقكم الى هدم كل معالم الدولة الحديثة ومسخ مؤسساتها إن مضى مشروعكم اللاديمقراطي الى نهايته. ولقد نسي أولئ? المتفلسفون والمدافعون عن نظام المحاصصة المقيت ان ممثلي الأحزاب الحاكمة يعلنون صباح مساء ويقولون ، دون أدنى حياء ، بأنهم ينطقون باسم مكونات اجتماعية ،طائفية او قومية ويمثلونها، وهي بهذا لا تمت بصلة لا من بعيد ولا قريب الى كونها أحزابا او كتلا سياسة بالمعنى الصحيح العلمي لهذه المفاهيم .
وأظهرت احصائية سابقة للأمم المتحدة بان عدد المنتسبين للأحزاب في العراق لا يزيد عن ١٢في المائة مِن مجموع السكان، وانتم أيها المتنفذون قلتم بسلوككم للـ ٨٨ في المائة المتبقين ان اذهبوا ودبروا امركم فنحن هنا لا نعير اهتماما الا لمن يوقع لنا على بياض ! والواقع أنكم كذلك، لا هم لكم آلا مصالحكم ونفوذكم .
فهل هذه الأغلبية الساحقة من الشعب العراقي ، المهمشة والمحرومة من ثروات بلادها، ستترككم تمضون الى النهائية بما تخططون له؟
ان تجارب شعوب العالم تقول بغير هذا وشعبنا ليس استثناء. وسيبقى للفقراء والكادحين مناصروهم الحقيقيون المجربون .