المنبرالحر

سفر مجيد زاخر بالصفحات المشرقة / أبو رشدي صالح البديري

آذار له عبق غيررائحة الشهور وأعياد وذكريات فهو ربيع الفصول ومن حق أيامه ان تتباهي على الأيام.
لصحوة ضمير متأخرة نشر المفكر والباحث الاسلامي الأستاذ غالب حسن الشابندر (من قيادات حزب الدعوة الإسلامية ) مقالاً قبل فترة ليست بالقصيرة جاء في مقدمته (هل الشعب العراقي بحاجة الى الحزب الشيوعي العراقي الجواب من وجهة نظري نعم أن الشعب العراقي بحاجة إلى الحزب الشيوعي العراقي ,بل لأكوناكثر وضوحاً ,فأقول : أن الشعب في العراق بحاجة إلى الشيوعيين العراقيين . ليس هذا جواباً . يمليه تاريخ شخصي ما زلت افتخر به , ولا هو بجواب لمعالجة قضية مفارقة قد يحسبها بعض الناس تخصني ذاتاً , ويكفيني دليلاً على ذلك ,أنالحقائق وا?وقائع تسعف موقفي هذا, الشيوعيون العراقيون يملكون تجربة نضالية فذة عبر عشرات السنين في العراق ويمكن أن تتحول إلى درس للاسترشاد والاستمزاج).
والشيوعيون العراقيون يستهدون بمدرسة ذلك الروحاني الكبير أقصد صاحب كتاب (رأس المال ) وهاهي الماركسيةتطل على العالم بثوب جديد وحلة أبهى وبالتالي يمكن للشيوعيين العراقيين أن يقدموا اسهامات كبيرة وعميقة في حل مشاكل العراق الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ).
ان مآل الإنسانية جمعاء هي الشيوعية وحسب لينين (الشيوعية هي الحقيقة والحقيقة ذرات ناعمة تخترق عيون كل من يحيد عنها ).
في استهلال الذكرى لابد من الوقوف بكل أجلال واحترام للذين أعطوا من العروق كل الدماء ومن المآقي كل الدموع.. شهيدات وشهداء الذين بذروا الحبات الأولى فصارت سنابل، ثم بيادر عالية وكبيرة بحجم ومساحة الوطن ...الذين اثر فيهم الوجع الإنساني والظلم وانتهاك الحريات وغياب الديمقراطية ففتحوا العيون على شرفات الأمل بالحرية والانتصار الأكيد على الطغاة والمستبدين ... الذين بشروا بدحر حشود الظلام بمشاعل الفكر ألتنويري والوعي الطبقي لتنعم الإنسانية بغد مشرق ووطن تظلله الحرية والسعادة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية ...الذي? بقوا في الطليعة يّقضون مضاجع الجلادين والقتلة من دعاة التعصب القومي والطائفي والديني والتخلف.
أن شيوعيي العراق الذين أدركوا ومنذ نهاية العقد الثاني للقرن العشرين أن وجودهم يعني أكثر من ضرورة وحاجة وطنية ملحة تتطلبها المرحلة بل ولا تزال للوقوف في الصفوف الأولى للكفاح من اجل فقراء الوطن وكادحيه من شغيلة اليد والفكر وأنهم القوة السياسية الفاعلة لجميع المعارك الوطنية والطبقية وان حرصهم لشديد على نجاح ذلك على امتداد سنوات عمر الحزب الممتدة من تاريخ ميلاده المثبت في 31/آذار /1934 وقبل ذلك وحتى الوقت الحاضر رغم النكسات والانكسارات الموجعة التي إصابت مسيرته الممتدةلأكثر من (81) عاماً . ورغم إصرار الفائزين ?ي الانتخابات على تغييب مناضلي الحزب بحجة الاستحقاق الانتخابي وهم يعلمون جيداً أن الكثير من العراقيين اعتمدوا الطائفية والمذهبية والعرقية في خياراتهم الانتخابية بعيداً عن المعيار الوطني وهي الحقيقة التي لايمكن الهروب منها وبناء تجربتنا الديمقراطية على الوهم والخداع ... فأي بلد هذا الذي يغيب عن حكومته أول حزب تـأسس ورفد الحركة الوطنية بالأف الشهداء ومئات الآلاف من المظلومين وقضيته الأولى التي يناضل من اجلها تخص الملايين من شرائح المجتمع (عمال وفلاحين وطلبة وكسبه ومثقفين ) .
ليس ترفاً أن يجمعنا كبرياء الهوية العراقية الواحدة لنصرخ بوجه دعاة التخلف أن لا مكان للطائفية والتعصب القومي بين صفوف شعبنا الذي وحدته دجلة والفرات منذ عصور التاريخ الأولى .
متى لهذا الحصان الجامح أن يستريح ؟ وأرضه مستباحة من شذاذ آفاق عروبيين وشيشان وأفغان وآفارقة وغربيين جاءوا ليعيدوا أنتاج نصوص وتعاليم ملؤها روائح كهوف ما قبل الحضارة والمدنية وعصور النور والعلم ويتفق علماء الكلام أن الفارق بين الطائفة والطائفية كبير فالطائفة مقولة اجتماعية تاريخية تعني مجموعة ما من الناس أما الطائفية فهي علاقة سياسية تؤكد الانحياز الاعمى للطائفة والعمل على هيمنتها والتعصب ضد الطوائف الأخرى وبالتالي تعمل على تجزئة الأمة والشعب وتفتيت الوحدة الوطنية وهو الفرق نفسه بين الدين والأيديولوجية الدي?ية.
لقد أثبتت مسيرة الشيوعيين العراقيين طيلة فترة نضالهم الممتد لـ (81) عاماً انهم ليسوا طلاب مناصب وجاه بل طلاب اصلاح سياسي يشمل كل اصعده الدولة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسعي الجاد والمخلص لبناء العملية السياسية وإحداث التغيير المطلوب وفقا لإرادة الشعب ومصالحه.
أن السفر النضالي المجيد للشيوعيين العراقيين الممتد من آذار 1934 حتى آذار /2015 والذي يزخر بالصفحات المشرقة الناصعة من البطولات والتضحيات الكبيرة , كان وسيبقى هكذا على مرور الأيام مناراً تهتدي به كل طلائع العراق شابات وشباباً، كهولاً وشيوخاً.
المجد والخلود لشهداء الحزب فهد وحازم وصارم وسلام والحيدري والعبليووضاح وأبو العيس وكامل شياع ووووووو وعاش العراق وعاش الحزب .