المنبرالحر

نَوْرُوزٌنَا مَعَكُمُ !/ يوسف أبو الفوز

تعذر على صديقي الصدوق أبو سكينة، بسبب اوضاعه الصحية،مصاحبتنا الى الاحتفال بميلاد الحزب الشيوعي العراقي، فرتبنا في بيته أحتفالية ذات طابع عائلي. تولت سوزان أبنة جليل، أدارة الحفل، وحوى برنامجا منوعا، وضعنا فيه فقرة لأبي سكينة ليروي لنا شيئا من ذكرياته، بينما أكتفى أبو جليل بتكرار بعض الطرائف القديمة، وكنا نضحك من كل قلوبنا، لانه بارع في اعادة صياغتها وروايتها وكأننا نسمعها لاول مرة.
كان أبو سكينة فرحا اذ يرى من حوله الجميع يغنون سالم حزبنا، ورقصنا الهيوا مع أغنية عمي يا أبو الجاكوج. البرنامج، شمل لعبة الاسئلة والاجوبة التي أعدتها زوجتي، وفيها اسئلة عن تأريخ العراق والحزب.سرني ان شبابنا اجادوا الاجابة على بعض الاسئلة التاريخية.عن جعفر أبو التمن، فهد،الجواهري،ساحة السباع، قطار الموت وأبو كاطع. حصة جليل كان السؤال عن المناسبات في شهر أذار، فطلب مني العون لتقديم اجابة مقنعة، وتبين لنا ان شهر اذار حافل جدا بمختلف المناسبات الوطنية العراقية والعربية والعالمية، والتي تهم جميع المواطنين بأختلاف مشاربهم، وضمن ما قلت أشارة الى أنه من الجميل ان خاتمة المناسبات والاعياد في اذار هو يوم تأسيس الحزب الشيوعي العراقي، الذي هو مناسبة لا تخص الشيوعيين وحدهم، نظرا لما قدمه هذا الحزب من التضحيات خلال نضاله في مختلف المراحل ليكون سفره النضالي تأريخا للشعب .
بعد نهاية البرنامج الاحتفالي ، اجتمعنا على مائدة شهية، اعدت بأشراف أم سكينة، وراحت تتناثر التعليقات الطريفة خالقة جوا مرحا، وكان أبو جليل يواصل رواية النكات ولكن بصوت منخفض، ومن حوله تنطلق الضحكات صافية. قال أبو سكينة : نوروزنا معكم. وهذه عبارة تنسب لأمام الفقراء علي بن أبي طالب، قالها حين أهدي له في مناسبة النوروز شيئ من حلوى الفالوذج. وتقول الكتب انها تهيأ من الدقيق والماء والعسل. رفع أبو جليل جليل صوته : ايام العهد الملكي، أيام حكومة نوري السعيد ، كانت الاعتقالات مستمرة بين شباب الالوية وينقلوهم مباشرة لبغداد، وكان رجل فقير ما عنده اجور سفر لبغداد، شاف سيارة الشرطة البوكس مليانة شباب يعرف ان بعضهم لهم علاقة بالعمل السياسي وشاركوا في المظاهرات، ففكر احسن شيء يعتقلونه ويركب معاهم وهناك يحاول يفلت، فصار قريب من الشرطي الحارس وصاح :قط نوري السعيد. لم يرد عليه الشرطي. دار قليلا وهتف من جديد: لن يحكمنا عملاء الانكليز. لم يرد الشرطي لأنه فهم غرض الرجل تماما. ففكر الرجل لو فهموا انه شيوعي راح ينلقونه الى بغداد، فصاح :تعيش الشيوعية ... يعيش لينين ... انا شيوعي . نظر له الشرطي بمكر وصاح به : لو تصير انت لينين براسك ما راح اخليك تركب! تعالت ضحكات الجميع، وقال أبو سكينة: عفية عمر،الشيوعيين ما خلصانين من الشرطة حتى بالنكات أكو شرطة !